الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعفاء اللحية وموقف المسلم عند البلاء

السؤال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يا شيخ عندي مشكلة تؤرقني منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وأرجو من الله أن تعينني على حلّها وأن ترشدني إلى سواء السبيل. والله المستعان.
يا شيخ منذ مدة كنت معفيا للحيتي والحمد لله إلا أنّ هذا الأمر انجرّ عنه بعض الأمور وهي كالآتي:
- مُنعت من التسجيل في الدراسة – ماجستير محاسبة-(ممنوع حكوميا)
- طُردت من العمل
- أصبح والدي يسب الدين وترك الصلاة، مع العلم يا شيخ أنه ليس مواظبا على الصلاة فهو يصلي تارة ولا يصلي تارة أخرى، ومنعني من الكلام معه بعلة أني ألقي بنفسي إلى التهلكة.
- والدتي أصبحت قلقة جدا عليّ
- لم أجد عملا فالكل يقول لي "أنا خائف من المشاكل التي ستنجر إن قبلتك للعمل معي وأنت معفي للحيتك"
- تركت مجال عملي وهو المحاسبة لوجود الشبهة فيه خاصة وأن الشركات في تونس تتعامل تعاملات ربوية (لعن الله ............وكاتبه).
وهذا كان يحزنني خاصة وأن الأمور المادية صعبة:
- فالوالد يعمل حرفيا ولا يقدر على تغطية المصاريف
- والوالدة تعمل منظفة وتقوم باكرا وهذا كان يؤلمني أن أرى والدتي تعمل وتتعب وأنا لا أعمل
- والأخ الوحيد عاطل عن العمل.
لكن رغم ذلك كنت صابرا محتسبا موقنا أن العاقبة للمتقين ولو بعد حين، ولكني في نفس الوقت كنت خائفا أن ألقى الله عز وجل فيسألني عن والداي ويقول لي لما عسرتك عن نفسك وكان يأتي بمخيلتي:
- حديث رغم أنف ابن آدم بلغ والداه الكبر أحدهما أوكلاهما ولم يدخل الجنة.
- وحديث كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول
- وحديث هلك المتنطعون
- وحديث ففيهما فجاهد
- وحديث ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم
- وآية فاتقوا الله ما استطعتم
- وآية فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه
وأستمر على هذا الحال سنة أو أكثر فقلت في نفسي لم لا آخذ بباب الضرورات وأخفف من لحيتي وأحقق بذلك بعض المصالح وأدرأ عن نفسي بعض المفاسد.
فخففت من لحيتي بنية العمل للإحسان للوالدين فيسر لي ربي عملا وأنا الآن أعمل لكني لست راض عن نفسي وأشعر بأني أبيع آخرتي بعرض من أعراض الدنيا وأني لم أصبر على الابتلاء الذي خص الله به عباده المؤمنين وأني استعجلت الرزق قبل أوانه.
وأنا الآن في ابتلاء آخر في العمل فأنا لا أصافح النساء وهذا قد انجر عنه تهديدي بترك العمل.
يا شيخ هذا حالي وأرجو من الله أن تعينني أعانكم الله على اختيار أي الطريقين أقرب للتقوى وأفضل عند الله:
- أعفي لحيتي وأترك العمل فالحال في تونس هكذا من أعفى لحيته يمنع من العمل وهو بلحيته وأصبر وأحتسب ولا يهمني كلام الوالدين أوترك الوالد للصلاة.
- أم أعمل وأقوم ببعض التنازلات من عدم إعفاء للحية ومصافحة النساء وصلاة العصر في المكتب.
وفي الأخير كيف أتصرف. وجزاكم الله خيرا.
سفيان من تونس.
sofienplanet@yahoo.fr

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يفرج كروب المسلمين ويسهل أمورهم ويصلح أحوالهم ويهديهم ويعينهم على البر والتقوى، ونرجو أن تطالع الفتاوى التالية أرقامها، فقد فصلنا القول فيها وأجبنا عن المسائل التي ذكرتها: 25794، 60327، 20451، 49708، 1025، 32829.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني