الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يعمل في شركة فعرضت عليه شركة أخرى العمل لديها

السؤال

السؤال :- أعمل في شركة بموجب عقد سنوي ينص على أنه في حالة إنهاء العقد من أي الطرفين أن يعطي الطرف الآخر فترة إنذار لمدة شهر .
اتصلت بي شركة أخرى تعمل في نفس مجال الشركة التي أعمل فيها وعرضت علي العمل براتب أفضل .فهل علي وزر إذا قبلت العرض وكذلك هل يأثم صاحب الشركة الثانية بسبب عرضه علي العمل عنده .
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإجارة هي من العقود اللازمة، ولا يجوز لواحد من الطرفين نقضها قبل انقضاء المدة المتفق عليها إلا بموافقة الطرف الآخر. قال ابن قدامة في المغني: والإجارة عقد لازم من الطرفين، ليس لواحد منهم فسخها، وبهذا قال مالك والشافعي وأصحاب الرأي.

كما أن الوفاء بالعهد واجب. قال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ {النحل: 91}، وقال صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر. متفق عليه.

وبناء على ما ذكر، فإذا تقدمت إلى الشركة بالإنذار الذي تعاقدت معها عليه، وكان العقد بينك وبينها منتهيا، أو كان منحلا في الأصل، بأن جعل لكل من الطرفين تركه متى أراد، فلا حرج عليك في قبول العرض الذي تقدمت إليك به الشركة الأخرى، كما أنه لا حرج على أصحاب تلك الشركة فيما تقدموا إليك به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني