الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتابة القرآن على الجدران وأجر من يتلوه

السؤال

قصة:
مرة واحد رايح يتسوق وهو ماشي لقي مكتوبا على جدار محل وبخط كبير وعريض" قل هو الله أحد - الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوا أحد" وهو كان يقرؤها مر بجنبه واحد رآه قاعدا يقرأ وقال له
تدري أنك حصلت على الأقل على 470حسنة؟ وحتى الذي كتبها على الجدار حصل على 470 حسنة ؟
وحتى أنا كاتب الموضوع حصلت على 470 حسنة ؟
هل هذا صحيح أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا فضل قراءة القرآن وما يجده تاليه من الثواب لقوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة, والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه.

كما بينا آداب تلاوته وما ينبغي استحضاره عندها وذلك في الفتوى رقم: 24437.

وفضل وثواب تلاوة سورة الإخلاص عظيم, فقد ورد أنها تعدل ثلث القرآن كما بينا في الفتوى رقم:24495، فلا يحد ثوابها إن حصل بذلك العدد بل هو أكثر منه بكثير.

وأما كتابة القرآن على الجدران فقد نص بعض أهل العلم على كراهتها؛ لئلا يكون عرضة للامتهان. قال البهوتي في كشاف القناع: وتكره كتابته -أي القرآن- في الستور وفيما هو مظنة بذله. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 23572.

ولا ينبغي الجزم بحصول الثواب ولا بتحديده ما لم يرد نص من الشارع بذلك؛ لأن الأمر فيه توقيفي . لكنه يرجى لمن فعل السبب وابتغى الأجر والمثوبة من الله إذ النية شرط لقبول القربات كما في الحديث: إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى. متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها لما في الحديث:من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. رواه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.

ولكن هذا العمل مكروه لما بينا من كلام أهل العلم في الفتوى المحال إليها سابقا. فليس بسنة حسنة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني