الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اليقين وعين اليقين ونور اليقين

السؤال

أريد معنى الكلمات التالية (اليقين عين اليقين- نور اليقين)، وجزاكم الله ألف خير، وأتمنى يا إخواني أنكم تفيدوني لأني بأمس الحاجة إليها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاليقين هو العلم وزوال الشك، وعين اليقين أي نفس اليقين وهي المشاهدة والمعاينة، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ *ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {التكاثر:6-7}، قال البيضاوي: أي الرؤية التي هي نفس اليقين فإن علم المشاهدة أعلى مراتب اليقين.

وأما نور اليقين فإنه يطلق على انشراح الصدر للإيمان، قال الله تعالى: أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ {الزمر:22}، قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: وهذا الهدى نور يقذفه الله تعالى في القلب بعد المجاهدة يستقر فيه وهو اليقين فإنما سمي يقينا لأنه استقر فيمتلئ قلبه نوراً ويشرق صدره به فيتصور له الدنيا والآخرة وشأن الملكوت في صدره، ويتصور له أمور الإسلام حتى تذل النفس وتنقاد وتلقي بيديها السلم من الخشية والهيبة والسلطان الذي حل بقلبه وفي صدره وهو قوله تعالى: أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه. فانشراح الصدر إنما يكون من النور الذي يستقر، فيقال له نور اليقين.

وقال المناوي في فيض القدير وقد ذكر قوله تعالى: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج:46}، قال: فمن أشرق نور اليقين على قلبه أبصرت نفسه حسن العواقب وماتت شهواته بما أبصر قلبه بنور اليقين من جلال الله وعظمته فهو البصير، وإن كان أعمى البصر، ومن تزاحمت على قلبه ظلمات الغفلة وأحاطت به من كل جانب بحيث انطمست عين نفسه فهو الأعمى وإن كان بصيراً، قال في الكشاف: العمى على الحقيقة أن تصاب الحدقة بما يطمس نورها واستعماله في القلب استعارة وتمثيل وفيه في محل آخر البصيرة نور القلب الذي يستبصر به، كما أن البصر نور العين الذي تبصر به. فهذا هو معنى ذينك المصطلحين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني