الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العد المدني والعد الكوفي

السؤال

هناك بعض المصاحف الشريفة برواية ورش عن الإمام نافع مختلفة في عدد الآيات وترقيمها مثلا: في سورة الكهف نجد عدد آيات السورة في أحد المصحفين 110 وفي المصحف الآخر نجد عدد الآيات 105, كذلك في سورة مريم نجد الآية "كهيعص"الآية الأولى وفي المصحف الآخر نجد الآية "كهيعص ذكر رحمة ربّك عبده زكرياء" الآية الأولى.
ما سبب هذا الاختلاف ؟ مع العلم أنّ كلا المصحفين الشريفين برواية ورش عن الإمام نافع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سبب ما ذكرته من اختلاف عدد الآيات في المصحفين المطبوعين برواية ورش عن نافع راجع إلى أن أحدهما يعد الآيات بالعد المدني، والآخر يعدها بالعد الكوفي، وهما أشهر أعداد آي القرآن، بل كل المصاحف المطبوعة بين أيدي الناس اليوم تعد بهذين العددين حسبما اطلعنا عليه، وبينهما فرق بسيط، فالعد المدني يجعل جملة آي القرآن 6214 بينما الكوفي يجعلها 6236، وجميع الأعداد لا تنقص عن ستة آلاف ومائتين وأربع، وما زاد على ذلك فيه اختلاف، ولذلك فالمصحف الذي يجعل سورة الكهف 110 وكلمة كهيعص وألم وما أشبه ذلك من فواتح السور آية يعد بالعد الكوفي.

وأما المصحف الذي يجعل سورة الكهف 105 ولا يجعل فواتح السور المشار إليها آية فإنه يعد بالعدد المدني، ونلاحظ أن الاختلاف هو في الترقيم وليس في زيادة آية أو نقصها، بل لا يجوز أصلا الزيادة في القرآن والنقص منه ولو بحرف واحد، مع ملاحظة أن أكثر المصاحف المطبوعة برواية ورش وقالون تعد بالعدد المدني وهذا هو الأنسب لأن روايتهما عن إمام أهل المدينة في القراءة، وتوجد بعض المصاحف المطبوعة برواية ورش تعد بالعدد الكوفي ولكنها قليلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني