الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراعي في أجرة الصيانة حقك وحق غيرك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم - وفقكم الله وثبت أجركم أرجو أن تتفضلوا بالإجابة لي على هذا السؤال:إني أمارس حرفاً تعتمد على الخبرة والاطلاع والممارسة فمثلا يحصل أن يعرض لي خلل في آلة كهربائية ذات قيمة باهظة وأتمكن من إصلاحها سواء باكتشاف العطل الذي قد يكون صغيرا جدا ولكن الوصول إليه يعتمد على معرفة نظرية العمل علاوة على الخبرة وقد أصمم لها دائرة ألكترونية من بنات تصاميمي وهي في الغالب لا تكلفني إلا مبالغ تافهة ، فكيف يمكنني أن أقدر الثمن في هذه الأحوال ثمن الصيانة أقصد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فسؤالك هذا سؤال طالبٍ لرضا الله، حاذرٍ من تعدي حدود الله، نسأل الله لنا ولك الرضا ‏والقبول.‏
فلك في حالك هذه أن تحسب ثمن كلفة المواد التي استجلبتها لتضعها مكان المواد التالفة، ‏وتضيف إليها ما تراه مناسباً من مال مقابل جهدك في العمل والتفكير بالطريقة التي بها ‏تصلح العطل، على أن تراعي في تقديرك لما تأخذه مقابل حرفتك ما يلي:‏
‏1- تجنب غش من يدفع لك الأجرة، وعدم استغلاله ولا إجباره، قال تعالى: ( لا ‏تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) [النساء:29] ‏وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا ما أعطاه عن طيب ‏نفسه" رواه البيهقي.‏
‏2- أن تراعي مصلحة الطرف الثاني كما تراعي مصلحتك، قال الشاطبي في كتاب ‏الموافقات: طلب الإنسان لحظه حيث أُذِنَ له لا بد فيه
من مراعاة حق الله وحق ‏المخلوقين.‏
‏3- عدم الإضرار بالطرف الثاني كأن يطلب منه ما يعسر عليه دفعه، قال صلى الله ‏عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار" رواه مالك مرسلاً ، فلا تضر نفسك ولا تضر ‏غيرك وبارك الله لك فيما أخذت.‏
‏ والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني