الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حب الأصدقاء بين الاستحباب والإباحة والمنع

السؤال

عندي صديقة تكبرني بـ 5 أو 6 سنوات متزوجة وعندها طفلان تخاف الله وملتزمة من الناحية الدينية، انقطعنا عن بعض ولم أرها ألا منذ يومين فكان اللقاء حاراً جاءت وعانقتني ووو... وأنا اكتفيت بالمصافحه لأنني خجولة جداً لدرجة أنني لا أنظر إلى الشخص الذي أتكلم معه المشكلة أني تضايقت قليلا لبعض الحركات التي صدرت منها أنا لا أعرف ما في قلبها تقول إنها تحبني كثيراً، ولكني لا أعرف طبيعة هذا الحب فمرة أحس أنه في الله ومرة لا بسبب بعض الحركات، مثلا: والله أني أخجل من قولها، ولكني سأقول لأنني أريد حلا.. أنها مثلا تضع رأسها على كتفي مثلا وتستند إليه وحاولت أن تقبلني كما يقبلون الأطفال (على الوجة)، وأنا منعتها لم أستطع الخجل من ذلك.. وأيضا مثلا تمسك بيدي وهكذا... فلا أعرف الآن ماذا أفعل علما بأنها ملتزمة ومحترمة وتنصحني بالنقاب.. إلخ)، ولكن تضايقت قليلا من ما فعلت حتى أنها قالت لي أنا لا أقصد شيئا (لا تفهميني غلط)... هل ما قامت به دليل على حب في غير الله... أفيدوني؟ جزاكم الله ألف خير على هذه الخدمة الرائعة والموقع المميز.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يمكننا الجزم بشيء في تفسير هذا التصرف الذي عملته صديقتك، إلا أنا ننبه إلى أن الأصل حسن الظن بالمسلمة الملتزمة ولا سيما إذا كانت متزوجة وتخاف الله كما ذكرت، إذ المظنون بمن كان كذلك أن يكون بعيداً عن الشذوذ الجنسي.

وننبه كذلك إلى أن الحب في الله مشروع ومرغب فيه، والحب الطبيعي الذي يحصل بين الأقارب والأصدقاء مباح، وأما الحب الشهواني فهو محرم شرعاً، ما لم يكن بين زوجة وزوجها أو سيد وأمته بشرط أن تكون غير متزوجة ولا محرماً له، ويجب البعد عن الانسياق مع صاحب الحب الشهواني المحرم إذا لوحظ منه حب للتمتع بمن يحبه، أو يمارس معه الشذوذ، ولا يسوغ الخجل والحياء من نهيه عن المنكر، لأن الله تعالى نهى عن التعاون على الإثم والعدوان، وحض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح بين الناس والتواصي بالحق والصبر، وراجعي للمزيد في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 38471، 71712، 16342.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني