الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بر الوالدين لازم وإن ظلما

السؤال

كانت والدتي تفرق بيننا وبين أخ لنا فكانت تعامله أفضل وتنفق عليه الأموال التي تمنعنا منها، وكانت تجعل طلباته أوامر لأي منا حتى اعتاد على الاستهتار مما أدى به إلى حادث سيارة وأدى بحياتها هي نفسها وهو نجا من الحادث، المشكلة أنني غير قادرة على الترحم عليها حيث إنني لا أستطيع سوى أن أتذكر ظلمها الشديد لنا طوال حياتها ولا أستطيع أن أغفر لها سوء المعاملة مقارنة بأخي فهل هذا حرام علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على الوالدين أن لا يشعرا أولادهما بالمفاضلة في المعاملة، وأن يسويا بينهم في كل شيء، ففي الحديث : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. متفق عليه.

ومع ذلك، فلا يجوز للأولاد أن يقابلوا جفاء الوالدين وظلمهما في المعاملة بجفاء أو قسوة أو نحو ذلك، وعليهم أن يتذكروا أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأن الوالد أوسط أبواب الجنة، ففي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

وفي الترمذي أيضاً من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.

فالواجب عليك الآن هو أن تصفحي عن أمك، لا سيما أنها قد أفضت إلى ما قدمت، وأن تجتهدي في الدعاء والاستغفار لها، ولمعرفة ما ينبغي للأم من بر بعد موتها راجعي الفتوى رقم: 33828.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني