الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجالس التفسير التي يشرع حضورها

السؤال

لقد مررت بموقف صعب وأريد أن أعرف رأيكم فيه، لقد حضرت درس تفسير للقرآن الكريم حول سورة البقرة والأخت التي كانت تشرح قصة خلق آدم، ولكنها قالت كلاما عجيبا أول مرة أسمعه. قالت إن الله خلق آدم من جسد من غير روح وتركه يجف لمدة 40 سنة، وفي هذه الفترة كان الشيطان يدخل في جوف آدم ويخرج منه، وكان الشيطان يعلم أن هناك من سيعصي الله بترك السجود لآدم، نظر الشيطان يمينا ويسارا ولم يجد أحدا اعترض فعرف أنه هو الذي سيعترض، وفعلا رفض السجود وطرد من الجنة، وطلب آدم من الله أن يخلق له أحدا يؤنسه لأنه أحس بالوحشة فقال له الله نم وغدا ستجد طلبك ولما نام آدم رأى في المنام حواء على هيئتها الحقيقية، ولما استيقظ رآها حقيقة على أجمل وصف، ولما أراد أن يقترب منها قال له الله لا بد أن تدفع مهرها وهو أن تصلي على النبي عشر مرات، ثم عملت له الملائكة زفة وتزوجها، وظل الشيطان في غيظ لأنهما سعيدان فظل يغني حتى جاءوا إليه وسمعوا غناءه وحاول يوسوس لهما فلم يستطع لأنه خارج الجنة.
ثم اختبأ الشيطان تحت بطن الحية ودخل الجنة ووسوس لهما حتى يأكلا من الشجرة، ولذلك عاقب الله الحية فوضع لسانها السم ونزع منها رجلها وكان عندها أربعة أرجل وجعلها تزحف على بطنها وفسرت "وخلق الإنسان عجولا" بأن آدم أول ما خلق ظل يحرك رجليه.
من أين جاءت هذه الأخت بهذا الكلام فأنا أشك فيه ولن أحضر لها مرة أخرى، ولكن كثيرون يحضرون عندها ويكتبون وراءها، فما الواجب علي فعله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا لم نجد مرجعا يذكر هذا الكلام بالتفصيل المذكور في السؤال من كتب أهل العلم المعتمدة التي يتوخى أصحابها تحري إيراد الصحيح وترك ما سواه وإنما ذكر بعضها الجماعون الذين لا يميزون، ومظان مصادر هذا النوع من الأمور كتب الإسرائيليات، ومن المعلوم أن الإسرائيليات تجوز حكاية ما لم يعلم أن فيه خلافا للوحي الثابت، كما يدل له حديث البخاري: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.

ثم إننا ننبه إلى أن حضور مجالس تفسير القرآن الكريم مطلوب إن علم أن المدرس سليم المعتقد أو كان الطالب ممن يميز السنة من البدعة، فقد ذكر أهل العلم أن طالب العلم يصغي لما يسمعه من الدروس ثم يفتش بعد ذلك عن صحة ما سمعه كما عمل أبو هريرة حيث استمع وقبل الإفادة ممن جرب عليه السرقة والكذب ثلاث مرات ثم تأكد من صحة ما سمعه بعد ذلك، وراجع الفتوى رقم: 55004 ، والفتوى رقم: 28220، والفتوى رقم: 23346، والفتوى رقم: 54496، والفتوى رقم: 67538، للاطلاع على كلام بعض العلماء في بعض المسائل المذكورة في السؤال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني