الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوحدة الإسلامية في نصوص الوحي

السؤال

أود أن ترشدوني إلى الآيات القرآنية الكريمة، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة الداعية إلى التضامن الإسلامي والوحدة الإسلامية والأخوة الإسلامية، لأني أكتب في بحث لنيل الدكتوراة عن إنشاء اتحاد إسلامي بين الدول الإسلامية، أو على الأقل أين أجدها بيسر لأن في بحثي مطلبا بعنوان المبادئ الإسلامية للتضامن الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أهداف الإسلام الكبرى تحقيق الموالاة بين أتباعه, وتجسد الوحدة لأبنائه على كلمة سواء هي كلمة التوحيد.

فنلاحظ أن تعاليمه وتوجيهاته وشعائره التعبدية كل ذلك يصب في هذا القالب فكلمة التوحيد التي هي الركن الأول من أركانه الأساسية دعوة واضحة إلى توحيد العقيدة والأفكار.

وإقام الصلاة في أوقات محددة والأمر بأدائها جماعة مظهر من مظاهر الوحدة الحسية والمعنوية، ودعوة بلسان الحال إلى تحقيقها عمليا.

وكذلك إيتاء الزكاة والدعوة إلى التكافل الاجتماعي لتقوية الصلات والروابط بين الأفراد وبالتالي تتحقق الوحدة بين المجتمع ثم الأمة.

وركن الصيام مظهر كذلك من مظاهر الوحدة وتجسيد لها في الواقع فالإمساك من الجميع عن المفطرات في وقت واحد وإفطارهم في وقت واحد.. تجسيد فعلي لما دعا إليه الإسلام من الوحدة والتضامن، وتتجلى مظاهر الوحدة بصورة أوضح ومظهر أروع في فريضة الحج من بدايته إلى نهايته.

أما من الناحية النظرية فإن نصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالأوامر الربانية والتوجيهات النبوية التي تحث على الوحدة والتضامن..

فمن ذلك قول الله تعالى: وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الانبياء:92)

وقوله تعالى: وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {المؤمنون:52}

وقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا {آل عمران: 103}

وقوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ {التوبة: 71} وقوله تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا {المائدة: 55}

ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. متفق عليه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون تتكافؤ دماؤهم وهم يد على من سواهم. رواه أبو داود ... إلى غير ذلك.

وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون بتطبيق هذه التعليمات فوحدوا هذه الامة بعد الشتات حتى قال عمر رضي الله عنه: كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. رواه الحاكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني