الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينبغي الإخلال بميثاق الزواج

السؤال

أنا فتاة 22 سنة تمت خطبتي منذ حوالي سنة، وتم كتب الكتاب وبعد كتب الكتاب تغير خطيبي فى معاملته معي إضافة إلى أنه بخيل قليلاً ويسمع كلام أهله فى كل حاجه لدرجة تغيير المعاملة معي، أحياناً تكون معاملة حسنة، وفي اليوم الثاني عكس ذلك (هو ساكن فى بلد غير البلد التي أسكن بها وهو ابن خالي) هو معتمد على نفسه في تجهيز نفسه لكن مشكلته أنه يسمع للناس كثيراً، وسنه 24 سنة، نحن اتفقنا على السفر هو أو أنا لكي نحسن من المستوى، الآن هو غير رأيه ولا يريد أن يسافر وأنا جاءتني الفرصة لكي أسافر وهو غير موافق على السفر في مكان جيد جداً ومناسب لأي بنت، نتيجة مشادة بيني وبينه هو خيرني بين السفر وبينه أو كل واحد يروح لحاله، أنا أحسست من كلامه أنه لا يهمه شيء (كنا لسه كمان مخلصين مشكله هو السبب فيها ما كملناش يومين) بعد ذلك أنا كلمته وقلت له إني لن أسافر ولن أكمل معه، وهذا قرار نهائي، كلمني بعد ذلك وقال لي لو أنا أريد يمكن أن يكلم بابا ويحل المشكلة (المشكله أن السفر ضروري لي ولأهلي)، هو كثير المشاكل والخناق يمكن أن يكون ذلك لظروف عمله وبعده عني، لقد حاولت أن أغيره ولكنه لا يريد أن يتغير، وأهلى تضايقوا من المشاكل الكثيرة هذه، والله كأنها مشاكل الصغار، أنا أريد السفر وأحس أن حبه بداخلي قل، وأخاف أن آخذ القرار النهائي بالبعد عنه ثم أندم، فأرجو الرد فأنا أحس أني مخنوقه جداً، كان يطلب مني أن أشتغل -ويتخذ من ذلك مشكلة- بالرغم أنه يمكن يكفيني بشغله الجديد، وذا بناء على إلحاح أهله، أنا أخاف أيضا من التدخل المستمر من أهله بعد الزواج، هو أيضا سلبي جدا أمامهم، أنا أطلت ولكن أرجو الرد السريع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن الصلة بين الزوجين من أقوى الصلات وأوثقها، وليس أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال الله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {النساء:21}، وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شأنها، وكل أمر من شأنه أن يهون هذه العلاقة ويضعف من قواها فهو بغيض إلى الإسلام.

واعلمي كذلك أن عقد النكاح إذا تم مستوفياً جميع شروطه فإن الزوجية بذلك تكون قد حصلت، وترتب عليها حقوق لكلا الطرفين، وليس للزوجة أن تسافر إلا بإذن زوجها، فقد صرح بعض أهل العلم -وهم فقهاء الحنفية- بأن الزوج إذا وفى للزوجة مهرها المعجل فله أن يمنعها من السفر.

واعلمي كذلك أن المرأة لا يحل لها أن تسافر إلا برفقة زوج أو محرم، لما رواه الشيخان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم.

واعلمي كذلك أن المرأة لا يحل لها أن تطلب الطلاق من زوجها لغير سبب معتبر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حديث حسن.

فننصحك إذاً بأن تتمسكي بهذا الزواج الذي تم بينك وبين زوجك، وأن تعملي على إرضاء زوجك والنصح له، وإذا كانت لك حقوق لم يؤدها فاطلبيها منه، وتوخي في ذلك الحكمة وتقديم المصلحة العليا على المصلحة التي هي دون ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني