الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة المظلوم على غير ظالمه

السؤال

إذا كان الوالد لا يصلي ولا يعبد الله ويؤذي الناس بالقول والفعل ويأكل حقوق الناس حتى الجيران تشكو من بذاءات لسانه والعياذ بالله، مما جعل الناس تدعو عليه بأن لا يوفق أولاده ولا يقدمهم ولا يجعل البركة تحل عليهم في حين أن أولاده ليسوا مثله، فهل ما فعله الآباء من شر يقع على أبناءهم من جراء دعاء الناس عليهم بما أنه ظالمهم، هل يستجيب الله لهم دعاءهم لأبناء من ظلمهم وأكل حقوقهم وهتك عرضهم، فأفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز للمظلوم أن يدعو على غير ظالمه، والدعاء على أبناء الظالم من الدعاء بالإثم، فالله تعالى يقول: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الزمر:7}، ولمعرفة ما يجوز من الدعاء على الظالم انظر في ذلك الفتوى رقم: 28754.

ومع أنه لا يجوز للمظلوم أن يدعو على أولاد الظالم، قد يصاب الظالم في أولاده لحكمة يعلمها الله جل وعلا، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 50533، والله جل جلاله أفعاله كلها جارية على مقتضى الحكمة, وإن قصر العقل عن إدراك سر ذلك، وعلى من كان والده سيئ الخلق عاصياً لله أن ينصحه بحكمة وموعظة حسنة، وليتجنب إغضابه, وليعلم أن حق والده عليه في البر والطاعة في المعروف لا يسقط بفسقه أو سوء خلقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني