الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الإخوة من أخيهم الذي انتسب إلى عائلة أخرى

السؤال

عمي دائم المشاكل مع إخوته فذهب إلى المحكمة ومعه شاهدا زور وقال للقاضي بأنه كان تائها ووجد أخيرا أهله وانتسب إلى عائلة أخرى علما بأنه لم يغير اسم أبيه بل غير الاسم الثالث والرابع وكان رد فعل إخوته هو مقاطعته بعد أن استنفذوا كل الطرق لإرجاعه لجادة الصواب .
ما هو حكم عمي ؟ وكيف يتصرف إخوته معه؟
علما بأن المقاطعة تجاوزت الخمس سنوات ولم يرتدع بل أقنع نفسه بانتمائه لتلك العائلة .
علما بأن عمي هذا وعمي الأصغر منه قيما مساجد.
ولكم جزيل الشكر بعد الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد الوعيد الشديد في حق من انتسب إلى غير أبيه، وذلك في أحاديث منها: ما روى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام.

وقد روى الشيخان أيضا ـ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر.

وقد روى أيضا من حديث علي رضي الله عنه وفيه: ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين, لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. وتراجع الفتوى رقم: 32867.

فعلى هذا الأخ أن يتوب إلى الله من هذا العمل الخطير، ويجب نصحه وتعريفه بالحكم الشرعي، وهذا ما يجب على أخوته تجاهه، وليس عليهم إثم إذا أصر على فعلته، واذا كان هجرهم له لم يحصل به الزجر، ولم تتحق به المصلحة وهي إقلاعه عن هذا الذنب، فليس لهم الاستمرار عليه، فإن الأصل عدم جواز هجر المسلم فوق ثلاث.

وليعلموا أن انتساب أخيهم زورا إلى غير عائلته لا يغير من الحقيقة شيئا، فلا يزال أخاهم، له ما لهم وعليه ما عليهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني