الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث "اللهم فاطر السموات والأرض عالم.."

السؤال

ما صحة هذا الحديث؟
قال ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قيل: يا رسول الله وما ذاك؟ قال: يقول عند كل صباح ومساء:
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك إن تكلني إلى نفسي تباعدني من الخير وتقربني من الشر وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
فإذا قال ذلك طبع الله عليها طابعاً ووضعها تحت العرش فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهم عند الله عهد فيقوم فيدخل الجنة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. إلا قال الله لملائكته يوم القيامة: إن عبدي قد عهد إلي عهدا فأوفوه إياه فيدخله الله الجنة. رواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

قال الذهبي في التلخيص: صحيح. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عوف بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود. فهذا تضعيف للحديث بسبب الانقطاع.

وقال الشنقيطي في أضواء البيان: وذكر صاحب الدر المنثور أنه أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود موقوفا عليه، وليس فيه قوله: فإذا قال ذلك طبع الله عليها طابعا. الخ.

ولم نعثر على هذه الزيادة مرفوعة ولا موقوفة على ابن مسعود فالله أعلم من قالها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني