الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لمس الأجنبية أشد حرمة من النظر

السؤال

في البداية أود أن أشكرك يا شيخي الفاضل على ردك على الأسئلة بالسرعة القصوى ونحن نعلم كثرة الأسئلة عليكم الآن :لي صديق في الجامعة رأيته يجلس مع فتاة أجنبية عنه في كافتيريا الجامعة يقول إنها صديقته فعندما انتهيا من جلستهما سلم عليها ومن ثم رفع يدها وقبلها وهي تصغره بسنة فعندما رأيت هذا المنظر صراحة غضبت من صديقي فذهبت لأناقشه بأنه لا يجوز التسليم عليها ويحرم تقبيل يدها فقال بكل سهولة إنه لا يوجد حكم شرعي يمنعني من تقبيل يدها فقلت له إن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان يتحدث مع المرأة كان يتحدث معها من وراء حجاب فقال لي بكل بساطة إن المذاهب الأربعة اختلفت في موضوع التسليم على المرأة وأن تقبيل اليد داخل في موضوع التسليم أي أن المذاهب الأربعة اختلفت أيضا في موضوع تقبيل يد فتاة أجنبية عنه وأن صديقي يقول لي إنه يحبها وينوي الزواج بها بعد الانتهاء من الجامعة لكن لم يتكلم مع والديها ولا أحد من والديها يعلم بأن شابا يعدها بالزواج أما سؤالي الآن يا شيخي الفاضل : 1. هل ما فعله صديقي من التسليم عليها وتقبيل يدها حرام أو مباح ؟2. هل هناك نص شرعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية يدل على تحريم ذلك ؟ مع أن صديقي يقول إنه ندم أنه قبل يدها من الناحية الأخلاقية وليس من الناحية الدينية وصراحة فوجئت بجواب صديقي لأنني أعلم تصرفات صديقي منذ سنين وهو من النوع الذي لا يقطع أي فرض عليه .3. هل علي ترك صديقي لأنه يدل من تصرفه هذا أنه من أصدقاء السوء أم علي أن أقوي صداقتي معه حتى أنسيه وأعظه عما فعله وأقوي دينه وأنصحه بالابتعاد عن فعل المنكر مرة أخرى ؟
ولك جزيل الشكر .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعله صديقك من مصافحته للأجنبية عنه وتقبيل يدها محرم شرعا؛ لقوله تعالى : وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا{الإسراء:32} وقوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{النور:30} ولمس الأجنبية أشد من النظر إليها وهو من قربان الزنى وتعاطي أسبابه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له . أخرجه الطبراني ورجاله ثقات، وكذا رواه البيهقي. وقد بينا ذلك مفصلا في الفتاوى ذات الأرقام التالية:2412 ، 1769 ، 3320 ، 1025 . وأما ذكره لخلاف أهل العلم في حكم السلام على الأجنبية فهو إلقاء السلام بالقول عليها وليس المصافحة باليد أو التقبيل بالفم، وقد بينا أقوالهم في المسألة في الفتوى رقم: 6158 ، والواجب عليك أخي الكريم هو نصح صديقك ووعظه وعرض تلك الفتاوى والأدلة عليه دون مناقشته في شبهه التي يثيرها، فإن تاب وندم على تفريطه في جنب الله وتجاسره على ارتكاب ما نهاه عنه فلا ضير في مصادقته، وإلا فننصحك بالابتعاد عنه لئلا يجرفك معه إلى ما هو فيه .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني