الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمائم.. تعريفها.. وحكمها

السؤال

أنا شاب من الغرب الجزائري، وفي حيرة من أمري، ولا أدري ماذا أفعل وكيف أتصرف؟! فمعذرة إذا أطلت عليكم في سؤالي هذا، منذ أيام قلائل توفي أبي -رحمه الله- وأنا ابنه أشهد أنه كان محافظا على الصلوات الخمس، مؤديا لها جماعة في المسجد، رغم كبر سنه (69سنة) وكان يذكر الله، وبعد أيام وبعد البحث في أغراضه وجدنا نحن أبناؤه بعض الأشياء كما نقول لها في العامية (حجابات) أو حروزا أو تمائم، وهي عبارة عن أوراق صغيرة بيضاء مكتوب على بعضها "بسم الله الرحمن الرحيم".. وكلام بعضه مفهوم كبعض وصفات الأعشاب الطبيعية، وأخرى مكتوب عليها بخط غير واضح وغير مقروء.... فأراد أحد إخوتي التخلص منها بإحراقها، إلا أنني منعتهم وقلت لهم لا تفعلوا ذلك حتى نستشير الشرع، ونأخذ أقوال العلماء الأجلاء، وعن الطريقة المثلى للتخلص منها".... فما هي أفضل طريقة للتخلص من هذه الأشياء -جزاكم الله خيراً-!!! مع العلم وحسب ما أعلمه أن أبي كان يقصد بهذه الأشياء كدواء للعلاج، وللتخلص من بعض المشاكل أو كحصن من السحر والعين... كما يعتقده الكبار في السن -كما تعلم- ولم يقصد إيذاء الناس بها... وكان يعتقد أن الشفاء بيد الله -سبحانه وتعالى- وما أذكره أيضا أن أخي الكبير في سنوات مضت عندما وجد عنده مثل هذه الأشياء كان ينهاه، وأنها لا فائدة فيها... فيرد عليه الوالد الكريم; بأنه مكتوب عليها كلام الله واسم الله... وكان أحيانا يضع هذه الأوراق في الماء ويدهن بالناتج جسمه.... وأيضا ما لاحظته أنا أن أبي في السنوات الأخيرة لم يعد يهتم كثيرا بهذه الأمور، إن لم أقل -والله أعلم- قد تركها.. حيث لاحظت أنه كان يسر ويفرح كثيراً عندما أقرأ القرآن الكريم في البيت، وأيضا عندما أتحدث معه في أمور الدين، وأحيانا أخرى هو من يطلب مني قراءة شيء من القرآن الكريم..... وفي الأخير الرجاء أن تعينوني في هذه المسألة بإجابة تزيل حيرتي، وتروي غليلي، وتشفي ظمئي.. وأن تدلونني على طريقة شرعية للتخلص مما وجدناه...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرت أنكم وجدتموه في أغراض والدكم من أوراق قلت إنها صغيرة بيضاء مكتوب على بعضها (بسم الله الرحمن الرحيم) وأن فيها كلاماً بعضه مفهوم كبعض وصفات الأعشاب الطبيعية، وأخرى مكتوب عليها بخط غير واضح وغير مقروء.. أقول: إن مجرد كون بعضها بخط غير واضح وغير مفهوم لا يفيد حتما أنها مما نهى عنه الشرع، خصوصاً أنك ذكرت أنك تشهد أن والدكم كان محافظاً على الصلوات الخمس، مؤدياً لها جماعة في المسجد رغم كبر سنه، وأنه كان يعتقد أن الشفاء بيد الله -سبحانه وتعالى- وذكرت أنه في السنوات الأخيرة لم يعد يهتم بهذه الأمور، فلا أقل -إذاً- من أن يكون قد تاب منها على افتراض أن فيها بعض المحاذير الشرعية، وبما أنه قد أفضى إلى ما قدم، فنسأل الله تعالى له المغفرة، ونرجو أن لا يكون فيما وُجد في أغراضه بأس، وأن تقبل توبته.

واعلم أن التمائم جمع تميمة وهي ما يعلق من خرزات وعظام ونحو ذلك لدفع العين والسحر ونحوه، وقد سميت تميمة لاعتقاد أصحابها أنه يتم أمرهم ويُحفظون بها، وتعليق التمائم محرم لأنه من التشبه بالجاهلية، وإن اعتقد فيها النفع والضر من دون الله عز وجل كانت شركاً أكبر.

والدليل على كون التمائم من الشرك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه أحمد وأبو داود. والمراد بالرقى في هذا الحديث: الرقى المشتملة على الشرك بالله.

وإذا كانت التميمة من القرآن، فقد اختلف أهل العلم في جواز تعليقها، والصحيح أنه لا يجوز، وبه قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما، وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم.

وأما الكيفية التي يتخلص بها من هذه الأشياء التي فيها اسم الله فيمكنك أن تراجع فيها الفتوى رقم: 660.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني