الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلص من الأفكار المحزنة والوساوس

السؤال

أرجو عدم تحويلي إلى فتوى أخرى ، أرسلت لكم عن مشكلتي منذ سنوات, وهي تمثلت في الوسواس القهري بالذات الإلهية, والحمد لله قد ذهبت عني تماما بعد أن كنت على حافة الجنون. ولكن يحصل لي أن تأتيني أفكار تحزنني أحيانا, وأنا لا أشك ولا أرتاب والحمد لله, ولكن ما يحزنني هو كيف أسمح لهذه الأفكار أن تتسرب إلي, خاصة بعد اليقين الكبير لدي بالله, وبعد كل الهدى الذي هداني إياه الله, لدرجة أني منذ سنتين كنت أمشي في الشارع قبل أذان الفجر مهموما حزينا بسبب الوسواس, وقلت خلصني من هذا الهم الكبير يا أرحم الراحمين, ونظرت إلى السماء وإذا بغيمة صغيرة لا يوجد غيرها في السماء كلها , بينتها أضواء الشوارع, وكانت على شكل كلمة الله ومع التشكيل أيضا , وبشكل واضح جدا وليس مبهما, والله أني لأدمع كلما أذكر هذا الموقف. وبعدها زودت نفسي بكل الحجج العقلية والايمانية لدرجة أني أصبحت أجادل الملاحدة وأحرجهم. ولكن هذه الوسواس ما زالت تأتي أحيانا, وبشكل أفكار تافهة جدا لدرجة أنها لا تحتاج إلى دحض. وعندما تأتيني يرتفع نبض قلبي ويحمر وجهي وأشعر أن رأسي على وشك الانفجار. ولكن ما يخيفني دائما هو أنه بعد أن تأتيني هذه الوساوس بساعة أو أقل يصيني الله بمصيبة كبيرة, أو يذلني أعدائي ذلا كبيرا. وهذا يحصل دائما هل هذا يدل على غضب الله ؟ كل الآيات في القرآن تبين سوء عاقبة مريضي القلوب والمرتابين, وأخشى أن أكون منهم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بذهاب الوسواس القهري عنك، واحرص على طرد الأفكار التي تأتيك، واستعن بالله تعالى وبالوسائل المشروعة، فاشتغل بذكر الله تعالى والتعوذ من الشيطان الرجيم كلما جاءتك هذه الأفكار، واحرص على عدم الانفراد بنفسك، فلازم المساجد ومجالسة أهل العلم والاستقامة والدعوة للخير، وأما ما تعانيه مما يحصل لك فلا نعلم تفسيرا له بحيث يقطع به فقد يكون ابتلاء من الله لك، وقد يكون تكفيرا لذنوب سالفة وقد يكون غير ذلك، ولكنا ننبهك إلى أن العلاج للمسألة يتم بالالتزام بالطاعات والبعد عن المعاصي وإكثار الدعاء والمواظبة على التعوذات المأثورة، وننصحك بأن لا تجادل الملاحدة إلا بعد أن تقف على أرضية ثابتة، وتتمكن من الفهم الكامل والعلم بما تجادل فيه، واحرص على نصح عامة الناس وتحريضهم على أعمال الخير، وحرض الطبقة المثقفة على تعلم الوحي الإلهي والعمل به والاشتغال بمدارسته، ومن علمت أنك لا تستطيع مناظرته وإقناعه حاول توجيهه إلى من تعلم منه الاستطاعة لذلك من المتمرسين في العلم والدعوة ومناظرة أهل الباطل ورد شبهاتهم . وراجع الفتاوى التالية أرقامها : 68464 ، 55686 ، 55443 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني