الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أخر قضاء رمضان مع إمكانه

السؤال

تعودت ولله الحمد قضاء الأيام التي أكون فيها في حيض قبل مجيء رمضان التالي، ولكن هذا العام تأخرت في قضائها وتركتها حتى العشر الأواخر من شعبان، وفعلا قضيت منها أربعة أيام و تفاجأت بالحيض ولم أصم الثلاثة أيام الباقية، وهاهو رمضان التالي قد جاء فماذا أفعل علما أني أعلم أنه لا بد لي من صيامها فهل يجب إخراج مال مثلا مع قضاء تلك الأيام السابقة، وهل أقضيها قبل أو بعد قضاء الأيام الجديدة في هذا الرمضان الجديد، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كنت قد تمكنت من القضاء ولم تقضي ثم عرض لك العذر كالحيض وغيره قبل رمضان واستمر حتى دخل رمضان الآخر فالواجب عليك القضاء بعد رمضان وكفارة وهي إطعام مسكين لكل يوم، قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في تحفة المحتاج: ومن أخر قضاء رمضان مع إمكانه بأن خلا عن السفر والمرض قدر ما عليه بعد يوم عيد الفطر في غير يوم النحر وأيام التشريق حتى دخل رمضان آخر لزمه مع القضاء لكل يوم مد لأن ستة من الصحابة رضي الله عنهم أفتوا بذلك ولا يعرف لهم مخالف، أما إذا لم يخل كذلك فلا فدية ; لأن تأخير الأداء بذلك جائز فالقضاء أولى. اهـ

وقال الرملي رحمه الله في نهاية المحتاج: وقضية كلامهما – أي البغوي والنووي- أنه لو شفي أو أقام مدة تمكن فيها من القضاء ثم سافر في شعبان -مثلا- ولم يقض فيه لزوم الفدية وهو ظاهر. اهـ

وأما قولك: وهل أقضيها قبل أو بعد قضاء الأيام الجديدة، فلم نقف على من نص من أهل العلم أنه يجب تقديم قضاء أحدهما على الآخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني