الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزواج بمن زنى بها بنية تطليقها لسترها

السؤال

لن أطيل عليكم إن شاء الله وجازاكم الله خير لتفانيكم في الرد على المشاركين.
باختصار لقد قمت بفض بكارة بنت برضاها حيث إني كنت أعتقد أنها تكذب وأنها ثيب قبل أن أمسها ولكن اتضح أنها بكر وأنها فعلت ذلك لتثبت لي أنها بكر ولأنها تحبني جدا, بعد أن حصل ما حصل لم تستطع البنت الزواج من أي رجل آخر وحيث إنها تعيش لوحدها بعيدا عن أهلها وذلك لأسباب عائلية ونفسية يصعب شرحها وكان ذلك بأمر من دكتور نفسي وكان أهلها يزورنها كل يوم تقريبا وقاموا بالضغط عليها لتتزوج بصديق أخيها عدة مرات بعد عدة محاولات لتزويجها قالت لهم إنها تزوجت وإن القاضي هو من زوجها بي أنا في بلد قريب فغضبوا جدا بعد فترة من الوقت طلبوا ورقة الزواج فزورت هذه الفتاة ورقة زواج وأرتهم إياها وأنا كنت على علم بالموضوع ولكن ما من حل آخر حيث إني كنت لا أستطيع الزواج بها وذلك لأن أبي وأمي سوف يغضبان غضبا شديدا وأن أبي عصبي جدا ومريض أيضا وأمي كذلك, أما الآن بعد مضي 7 سنوات على هذه العلاقة وأنا معها تحت سقف واحد كل ليلة تقريبا طلب أهلها ورقة زواج موثقة في إحدى المحاكم في الدولة فأجبتها بالموافقة وذلك حتى أنهي هذا الخطأ حيث إن تركتها على حالها والناس جميعهم يعرفون أنها زوجتي (ما عدا أهلي طبعا ) انفضح أمرها وكان العار لها وأهلها بعدم وجود ما يثبت ذلك الزواج سوى ورقة مزورة ولقد جلست مع أهلها وأمها عدة مرات وهم يطالبونني بتثبيت الزواج في المحكمة ووافقت على ذلك دون أن أبيت النية في تطليقها فيما بعد
سؤالي
1_هل علاقتي بها محرمه بعد علم والديها والناس بأنها زوجتي كل هذه السنين؟وإن كانت محرمة هل كان من الأحرى أن أتركها وشأنها وقد تقتل أو تسجن وتضرب؟
2_هل كل ما صرفته عليها من مالي كان حراما عليها؟
3_هل أستمر في ما قد عزمت عليه بالزواج بها في المحكمة نزولا عند رغبة أهلها وهل هذا يصح؟
4_إن تزوجتها وعلم أهلي بما صنعت وطلبوا مني تطليقها حيث إني أعلم أنهم لن يرضوا أن أتزوج بفتاة لا يعرفون أهلها أبدا , هل أترك هذه الزيجة ؟ولا أتزوجها أم أتزوجها وأطلقها دون علم أهلي؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أن ما قمت به ليس محرما فقط بل هو من كبائر الذنوب وأفحشها، قرنه الله عز وجل بالشرك به سبحانه، وبقتل النفس في قوله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا {الفرقان:68}

ونستغرب سؤالك، عن كون هذه العلاقة حراما ، لكن نحسن الظن بك ونرجح أن ما تسأل عنه ليس عن كون الزنا حراما، بل عن كون العلاقة بينك وبين هذه الفتاة زواجا صحيحا لا سيما بعد علم الناس بذلك ومنهم أهل الفتاة ونقول:

إن علم الناس ومنهم والدا الفتاة لا يصحح هذه العلاقة ، ولا يجعلها حلالا، بل هي حرام ، وزنا، فإن الزواج ليس مجرد علاقة بين رجل وامرأة ، على مرأى من الناس ومسمع ، بل هو عقد بين طرفين له شروط، وأركان يبطل بتخلف شيء منها، فالواجب عليكما قطع هذه العلاقة فورا ، وإذا أردتما أن تصححاها بالعقد الشرعي فلا بأس بذلك، ، بعد أن تتوبا إلى الله من الزنا، وبعد أن تستبرئ المرأة، وانظر الفتوى رقم:9644، هذا جواب سؤالك الأول.

أما سؤالك الثاني فجوابه أن ما صرفته عليها ، إن كان من باب الهدية ونحوها فهو جائز، وإن كان مقابل التمكين ، كما تمكن البغي من نفسها مقابل مال، فهذا يسمى مهر البغي وهو حرام .

وأما عن السؤال الثالث: فلا بأس بالزواج بها كما ذكرنا ، بشروط صحة الزواج من الولي وبقية الشروط.

وأما عن سؤالك الأخير: فلا حرج عليك في الزواج بها بنية تطليقها بغرض سترها، ولا يشترط رضى والديك لصحة الزواج ، ولا يلزمك أن تطلقها إذا طلبا منك ذلك لغير مصلحة شرعية .

وانظر الفتوى رقم: 69024.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني