الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكذب للحصول على تأشيرة حج

السؤال

أسكن في فرنسا أود الحج مع ابني البالغ والمكلف شرعا عمره 14سنة ولكن السفارة السعودية هنا تشترط عمر 15سنة ليكون محرما للمرأة التي عمرها أقل من 45 سنة ..بيد أن المكتب الذي سأسافر معه ممكن أن يوجد لي محرما وهمي على أنه قريبي من نفس المجموعة الثقة المسافرة معنا وهكذا أكون عندي محرمي أمام الله شرعا وآخر أمام السفارة قانونا ولكن هل يعتبر غشا؟علما أن هذا العام هو الأصلح لابني لأنه سيكون في إجازة مدرسية في فترة الحج ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن القول بأن ذلك الشخص محرم للمرأة وهو في الحقيقة ليس محرما لا شك أن هذا من الكذب المحرم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار. رواه مسلم .

والذي ننصح به الأخت السائلة هو محاولة إقناع السفارة أن ابنها بالغ يصلح أن يكون محرما لها في السفر للحج، ولتكثري من دعاء الله تعالى ، ولتتق الكذب وقد قال الله تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق: 2} وقال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4} فإن لم تتمكن من الحصول على تأشيرة الحج برفقة ابنها، وأصرت السفارة على رفضها فهي معذورة في عدم الحج هذه السنة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا يلزمها الكذب بل ولا يجوز؛ لأن الله الذي أوجب الحج حرم الكذب لا سيما وأن من الفقهاء من اشترط وجوب محرم للمرأة لوجوب الحج عليها في حجة الاسلام ، مع العلم أن بعض أهل العلم صرح بجواز الكذب بقصد التوصل إلى حق لا يمكن التوصل إليه إلا به ، وعليه فإذا كان ابنك بالغا حقا ولم تتمكني من الحج إلا بالكذب فنرجو أن لا يكون عليه إثم لا سيما أن الحج قد لا يتيسر مرة أخرى وتراجع الفتوى رقم : 28027 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني