الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في التأليف بين الزوجين

السؤال

أنا شاب عمري 28 كنت على علاقة حب استمرت 7 سنوات مع ابنة عمي وقد كان أهلها معارضين لزواجي منها نهائيا وقد أجبروها على الخطبة وهي معارضة وأنهت خطبتها بعد ستة أشهر وقد خطبت مرة أخرى بواسطة الضغط عليها من قبل الأهل واضطرت للموافقة وهي الآن متزوجة ولديها طفل وهي غير قادرة على التواصل مع زوجها نهائيا ولا بأي حال من الأحوال ولا يوجد توافق بينهما نهائيا وأنها لا ترغب بالعيش معه وأنا غير قادر على إكمال حياتي ولا أتصور حياتي نهائيا بدونها مع أنني مؤمن بقضاء الله وقدره ولكنني لا أستطيع العيش مع غيرها وهي غير راضية عن وضعها الحالي مع زوجها وغير قادرة على مواصلة حياتها معه وتحرمه كثيرا من معاشرتها لأنها لا تتصور وكانت مجبرة على زواجها منه مع أنها في ليلة الدخلة مكثت شهرين كاملين وهي بنت لم يلمسها وكانت في هذه الفترة تريد الطلاق لأنها لا تتخيل نفسها مع غيري نهائيا ولكن بحكم العادات والتقاليد حيث يمكن أن يشعر الأهل أو أهل العريس بتفكير خاطئ من ناحيتها إذا طلبت الطلاق قبل لمسها فأنا أريد الزواج منها ولديها طفل عمره سنة سؤالي : ما هو حكم الشرع في حال تركت زوجها ولديها طفل وماذا تنصحوني أن أفعل بخصوص هذا الموضوع ولمن تعود حضانة الطفل في حال تزوجت بعد الطلاق وما هو حكمه في الشريعة الإسلامية .
أرجو من حضرتكم الرد السريع والقريب في أقرب فرصة على الايميل الخاص، وجزاكم الله كل خير لخدمة أبناء المسلمين .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلى الإنسان أن يكون متزناً في عواطفه، فإن الإفراط في الحب دون حدود وضوابط يعود سلباً عليه، ويكون سبباً لفساد الحياة، واختلال نظامها.

ونقول لك يا أخي الكريم: افترض أن الله جل جلاله قدر الوفاة على بنت عمك، هل ستُوْقِفُ جميع مشاريعك الأسرية، وهل ستترك الزواج وتستغني عن الأولاد، ويبقى فكرك مشغولاً بها.

لا شك أنك ستبحث لنفسك عن غيرها، فكيف تبقى معلقاً بحب امرأة متزوجة، فكان الأولى بك أن ترسل إليها من ينصحها -بما أنها قد تزوجت وأنجبت- بحسن التعامل مع زوجها، والسعي في التعايش معه، والقبول به زوجاً وأباً لولدها.

ولذا فإن نصيحتنا لك أن لا تكون سبباً في طلاق بنت عمك بسبب تعلق قلبها بك، فاتق الله تعالى، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أخرجه أحمد واللفظ له، والبزار وابن حبان في صحيحه.

والسعي في إفساد المرأة على زوجها هو فعل الشياطين، ففي صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت فيلتزمه.

فابتعد يا أخي عن هذه المرأة، واحذر من إفسادها على زوجها.

وأما سؤالك عن طلاقها وعن حضانة ولدها فأمر مستعجل، ومتى حدث فيمكنها هي أن تسأل عنه.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني