الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وصف المسم بأن فيه صفة من صفات الكفار

السؤال

هل يجوز إطلاق صفات العصاة من أهل الكتاب أو المشركين على بعض المسلمين من باب ( إطلاق الوصف دون إنزال الحكم بهم ) ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على المسلم أن يتقي الله تعالى ويكف لسانه عما لا ينفعه في دينه ودنياه، فقد حذر الله عز وجل من خطر اللسان، فقال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق: 18} كما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب . رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: كف عليك هذا -وأشار إلى لسانه- فقال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم . رواه الترمذي ، وكفى بهذه النصوص من الوحي زاجرا لمن يطلق لسانه في إخوانه المسلمين، ومع ذلك فإذا اتصف مسلم ببعض صفات الكفار من ترك واجب أو فعل محرم فلا مانع من وصفه بذلك وأن فيه صفة من صفات اليهود أو النصارى أو الجاهلية إذا كان ذلك لمقصد شرعي من تحذير أو تنفير أو بيان، فقد روى البخاري وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ساببت رجلا فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤا فيك جاهلية . قال الحافظ في الفتح: كل معصية تؤخذ من ترك واجب أو فعل محرم فهي من أخلاق الجاهلية، ومن كانت فيه خصلة من خصال الجاهلية سوى الشرك أو ذنب من ذنوبها كبيرا كان أو صغيرا لا يخرجه ذلك عن الإيمان ومسمى الاسلام . اهـ. بتصرف يسير .

وعلى هذا يجوز أن يطلق على من اتصف من المسلمين بصفات الكفار أن فيه خصلة من خصالهم أو صفة من صفاتهم إذا كان ذلك لغرض شرعي .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني