الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المخلصون بفتح اللام في القرآن الكريم

السؤال

ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم كلمة المخلصين بفتح اللام، فهل المخلصين هم فقط الأنبياء عليهم السلام أم من الممكن أن تنطبق هذه الصفة على أي شخص مؤمن ؟جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت كلمة ( المخلصين ) بفتح اللام في عدة مواضع من كتاب الله تعالى، والذي يظهر أنها أحيانا يراد بها الأنبياء خصوصا، وأحيانا يراد بها المؤمنون عموما، فقوله تعالى: إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {الحجر: 40 } قال الضحاك : يعني المؤمنين . وقال ابن جرير في تفسيرها: إلا من أخلصته بتوفيقك فهديته فإن ذلك ممن لا سلطان لي عليه ولا طاقة لي به . اهـ .

وقال البغوي في تفسير قوله الله تعالى: إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ {الصافات: 40 } قال: الموحدين، وقد يراد بها الأنبياء خصوصا قال الله تعالى عن يوسف: إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {يوسف: 24 }، قال البغوي رحمه الله : معنى المخلصين المختارين للنبوة دليله: إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ . وقال القرطبي : الذين أخلصهم الله لرسالته . وقال ابن جرير الطبري : الذين أخلصناهم لأنفسنا واخترناهم لنبوتنا ورسالتنا . فتبين من هذه النقول أن كلمة ( المخلصين ) قد يراد بها الأنبياء خصوصا، وقد يراد بها عموم المؤمنين، ولا شك أن من آمن بالله تعالى ومات مؤمنا قد أخلصه الله بمعنى وفقه وهداه ونجاه من ملة الكفر، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المؤمنين المخلصين .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني