الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستعانة بالجن..رؤية شرعية

السؤال

هناك قناة فضائية تسمى: شهرزاد، تقدم شيخًا يزعم أنه يعالج بالقرآن، ويسخر الجن المسلم لنفع المسلمين، ويطلب من السائل أن يعطيه اسمه، واسم أمه، ثم يخبره بحالته، وبشكواه قبل أن يتكلم الشخص المريض، فكيف نحكم على هذا الشخص؟ وما حكم من يسألونه يطلبون منه رقية، أو إخبارهم بمستقبلهم؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز الاستعانة بالجن، ولو كان ذلك في أمور يظهر أنها من أعمال الخير؛ لأن الاستعانة بهم، تؤدي إلى مفاسد كثيرة.

ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة، ولا التابعين، أنهم فعلوا ذلك، أو استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.

وقد استحب أهل العلم الابتعاد عن الجن، وعدم الاستعانة بهم، ولو في الأمور النافعة، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى، والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه، قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إليّ.

وذكر بعض أهل العلم أن من علامات المشعوذ أن يسأل الشخص عن اسمه، واسم أبيه، أو أمه؛ حتى يخبره قرينه من الجن بحوائجه.

وعليه؛ فننصحك -وننصح سائر المسلمين- بالابتعاد عن هذه القناة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنًا، أو عرّافًا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافًا، فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. والحديث في مسلم، وغيره.

وما ذكرته من زعم ذلك الرجل أنه يعالج بالقرآن، فإنه قد يكون من باب دس السم في العسل، والتمويه على المغفلين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني