الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا ذاهب إلى الحج إن شاء الله في هذه السنة وأنا آكل أظافري ولا أستطيع التحكم في نفسي ماذا
أفعل حيال ذلك؟ أرجو من سيادتكم إجابة وافية .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من المعلوم أن المحرم يحرم عليه تقليم أظافره وكذا إزالتها بأي شيء، وتجب الفدية كاملة في إزالة أكثر من ظفرين، وعلى هذا فإذا كان الأخ السائل يعني بأكل أظافره أنه يزيلها ويقلعها بأسنانه فيجب عليه أن يتوقف عن ذلك فترة إحرامه، فإن أزال أكثر من ظفرين وجبت عليه الفدية، وهي واحد من أمور ثلاثة: صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، أو شاة تذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم، وإن أزال أقل من ثلاثة فعليه في كل ظفر مد من طعام يدفع للفقراء، ومد الطعام يقدر بحوالي سبعمائة غرام تقريبا، قال ابن قدامة في المغني: قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْمُحْرِمَ مَمْنُوعٌ مِنْ أَخْذِ أَظْفَارِهِ, وَعَلَيْهِ الْفِدْيَةُ بِأَخْذِهَا فِي قَوْلِ أَكْثَرِهِمْ. وَهُوَ قَوْلُ حَمَّادٍ, وَمَالِكٍ, وَالشَّافِعِيِّ, وَأَبِي ثَوْرٍ, وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَطَاءٍ.. إلى أن قال: وَالْحُكْمُ فِي فِدْيَةِ الْأَظْفَارِ كَالْحُكْمِ فِي فِدْيَةِ الشَّعْرِ سَوَاءٌ، فِي أَرْبَعَةٍ مِنْهَا دَمٌ وَعَنْهُ فِي ثَلَاثَةٍ دَمٌ. وَفِي الظُّفْرِ الْوَاحِدِ مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، وَفِي الظُّفْرَيْنِ مُدَّانِ، عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ التَّفْصِيلِ وَالِاخْتِلَافِ فِيهِ. وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي ثَوْرٍ كَذَلِكَ. انتهى ، فإن كرر قص أظافره وهو محرم قبل أن يكفر عن المرة السابقة فعليه كفارة واحدة لأنه محظور من جنس واحد، فإن فعل ذلك فلا بد من الكفارة عن فعل المحظور مرة أخرى، وانظر الفتوى رقم:25166، وإن كان يعني أنه يعبث بأظافره بأسنانه من غير أن يزيل منها شيئا فلا شيء عليه لكن عليه أن يتوقف عن هذه العادة التي قد تزري بمروءته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني