الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بد من تصحيح البدايات حتى تصح النهايات

السؤال

أرجو منك يا فضيلة الشيخ النصيحة وليس الفتوى لأني أعرف حكم الشيء الذي أفعله ولكن مشكلتي هي أني أنا فتاة في 21 من عمري أخاف الله وأخاف عذابه وأحاول دائما أن أرضيه وأبتعد عن نواهيه أنا لا أزكي نفسي ولكن الحمد لله لدي القدرة علي اجتناب كل ملذات الدنيا وما فيها من شهوات تمت خطبتي من شخص لا أعرفه تعرفت عليه مجددا منذ 4 أشهر مع العلم أني عرفته من خلال الهاتف فقط لا نتقابل وفي بداية تعرفي عليه كان الغرض التفاهم فقط وكانت المكالمات قصيرة وقليلة ومع طول المدة أزداد حبي له إلي أن أصبح يمتلك حياتي ووقتي وتفكيري أصبحت أحبه بجنون إن فات يوم ولم أسمع صوته أنهار وأصبح كالطفل المرضع الذي يحاولون فطمه حبي له جعلني أعبر عن شعوري دون أن أشعر وأغازله ووصلت معه في المكالمات الهاتفية إلي مراحل ضعف شديد بسب حبي الشديد له وشوقي لرؤيته حاولت أن أقلص من غزلي له ومن مكالماتي فلم أنجح مع العلم أن زواجي منه بعد أشهر معدودة أريد شيئا يصبرني هذه الأشهر التي لا أجني منها سوي الذنوب وغضب الله تعبت من الضغط النفسي ومن عذاب الضمير ومن عذاب الله لي يوم غد ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ أغثني بنصائح لي وله لأني سأريه نصيحتك لي لعله يكون أقوي مني ويصبر ويكون الفرج علي يديه صف لي عذاب النار كي أخاف ونعيم الجنة كي أتشوق لها أخاف أن أتوفى الآن وتكون وفاتي على سوء خاتمة وأخاف أن أضمن الحياة وأقول سأتزوج منه وتنتهي المشاكل فيعاقبني الله ويحرمني منه وأكون قد خسرت الدنيا والآخرة ادعو لي وله يا فضيلة الشيخ بالجنة وبالهداية .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

وبعد فنسأل الله تعالى لنا ولكما التوفيق والسداد، وألا يزيغ قلبيكما بعد إذ هداكما إنه سميع مجيب.

ونقول لك أيتها الأخت الكريمة:إن الشيطان يستدرجك في مهاوى الردى ويزين لك المعاصي ويسهل لك أسبابها ويهونها أمام عينيك ويغريك بالوعود والأماني، وتلك عادته. فقد أقسم على إغواء بني آدم وإضلالهم وابتغاء جميع السبل في ذلك كما أخبر المولى جل وعلى حكاية عنه في قوله: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا* يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. وقال: ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف:17}

وقد حذرنا ربنا سبحانه منه وأخبرنا عن عداوته إيانا وأمرنا أن نتخذه عدوا كما قال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ] {فاطر:6}

وما تجدينه بقلبك من تعلق بذلك الفتى الذي مازال أجنبيا عنك، ومن لهفة للقائه والحديث معه إلى آخر ما وصفت ما هو إلا ثمرة لإغواءات الشيطان وإغراءاته لك بالحرام.فأقلعي وكفي قبل فوات الأوان وقبل أن يستدرجك الشيطان إلى ماهو أعظم.

وتوبي إلى الله توبة نصوحا مما كان، وليتب خطيبك إليه. ولمعرفة شروط التوبة الصادقة انظري الفتويين رقم: 5091، 6796.

واعلما أن من شروط صحة النهايات تصحيح البدايات، فكفا عن الحرام، وعجلا بإتمام الزواج، واعلما أن الخاطب أجنبي عن المرأة مالم يعقد عليها عقدا شرعيا، ومجرد الخطبة والوعد بالزواج لا يبيح أمرا محرما. فإذا حصل العقد أصبحت المرأة زوجة. وقد فصلنا القول في ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19340، 18477، 1847، 1151.

ولمعرفة حكم الحب في الإسلام، وكيفية علاج العشق نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:9360، 4220، 5707. وراجعي الفتويين رقم:45148، 11317، في وصف الجنة والنار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني