الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يدعو المظلوم على ظالمه

السؤال

أنا صيدلانية لي صيدلية ساعدت أحد الأطباء لفتح عيادة للعمل معا ولكنه جلب أخاه الصيدلي وفتح صيدلية وبدأ عملي يقل يوما بعد يوم وأنا أراقب عملهم لأنهم أمامي وأحيانا أقول كلمات غير لائقة في نفسي كان أقول الله يقطع رزقكم كما قطعتم رزقي كما طعنتموني من الخلف أرجو نصيحتي لأنني أتعذب وأحيانا أفكر في الانتقام وأنا أصلي ومحجبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: لَا يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا {النساء:148}

قال أهل التفسير: لا يجوز لأحد أن يدعو على أحد إلا أن يكون مظلوما.. فإن الله تعالى رخص له أن يدعو على من ظلمه بقدر مظلمته، وإن صبر وعفا فهو خير له كما في قول الله تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {الشُّورى:41-43}

ولذلك؛ فإذا كان هذا الطبيب وأعوانه قد ظلموك بالفعل وأنت لم تبيني كيفية ذلك فإنه يجوز لك الدعاء عليهم بقدر ظلمهم، كما يحق لك أن ترفعي عليهم دعوى إذا كان لك حق - يقتضي ذلك- عند القاضي حتى يأخذ لك بحقك. ولو فرضنا أنهم ظلموك فالاولى أن تصبري وتصرفي دعاءك فيما ينفعك، وأن يرزقك الله خيرا مما عندهم.

فالرزق بيد الله تعالى، ولا يستطيع أحد أن يقطعه، وعلى المسلم أن يتقي الله تعالى، ويجمل في الطلب، ويتخذ الأسباب المشروعة للحصول على رزقه، ولينظر إلى من دونه ولا ينظر إلى من هو فوقه، فهو أجدر ألا يزدري نعمة الله عليه، وتحمدي الله على نعمة المحافظة على الصلاة والحجاب ولا ريب أن التزام المسلم بدينه وإقامته للصلاة يمنعه من ظلم الآخرين والمكر بهم.

فقد قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت: 45}

نسأل الله لنا ولك التوفيق وصلاح الحال.

وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى:20322، 21067، 5557.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني