الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محاولة منع الأم من الحرام بر بها

السؤال

في الواقع هذا ليس طلب فتوى وإنما استشارة : بعد وفاة والدي بستة أشهر، بدأ معظم أسرتي وأولهم أكبر الفتيات بالشكوك حول والدتي وتصرفاتها وكثرة الخروج والسهر مع بعض النساء. وقد وصل الحال باليقين أن والدتي التي تبلغ ما يقارب الأربعين سنة أنها تتحدث مع رجال أجانب. أحاول أحياناً التلميح لها بأن بعض أفعالها غير مقبوله شرعا وخلقا حيث إنها كثيرة الخروج والسهر فترد بعدم قبول كلامي وأن هذا ليس من شأني. لم أستطع بعد التلميح أو المواجهة بخصوص حديثها مع الرجال وذلك نظرا لعنادها الشديد وطريقة تفكيرها مما قد يؤدي إلى حدوث ردات فعل تكون ضرراً للبنات وباقي إخوتي. حيث وبكل صراحة كل ما يهمني في أسرتي هم الخمس فتيات وأخي الصغير الذي يبلغ 7 سنين. وأخشى مواجهة والدتي لأجلهم. فكل ما أرجوه منكم توجيهي إلى الطريقة الصحيحة التي تساعدني في إنقاذ والدتي وحماية إخوتي من أي مشاكل نفسية قد تؤدي إلى هلاكهم. مع العلم بأني أقوم بتصرفات تشبه الهجران لوالدتي لأشعرها بخطئها، فما رأيكم بذلك أيضاً ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن للوالدة حقاً عظيماً في البر والإحسان إليها مهما بدر منها من الأخطاء والذنوب، فقد أوصى الله عز وجل بمصاحبة الولدين المشركين في الدنيا معروفاً، وليس بعد الشرك ذنب، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}.

وهذا لا ينافي النصح لها، وتخويفها عقاب الله تعالى، والاستعانة بأهل الصلاح والنصح، ومنعها إن لزم الأمر من الخروج إلا بمحرم، وليس ذلك من عقوقها بل من البر بها، وإن سعيت في تزويجها من رجل صالح يعفها ويحفظها كان ذلك أولى وأنفع، وننصح بالكتابة إلى قسم الاستشارات بالشبكة وستجد عندهم إن شاء الله تعالى خيراً كثيراً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني