الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القدر لا يعني ترك الأسباب

السؤال

هل الزواج قسمة ونصيب أم إصرار على إنسانة معينة، أنا شاب أريد الزواج من إنسانة أحس عندما أراها أنها هي التي أبحث عنها وعندما أجد هذه الإنسانة وأستخير الله ويكون كل شيء على ما يرام، وبعد ذلك لا يحدث نصيب أريد أن أعرف شيئا واحدا فقط رغم أني على يقين من أن الله هو المعين، سؤالي وبكل وضوح هل فعلاً الزواج قسمة ونصيب بمعنى أنني عندما أقوم بالتقدم لأي إنسانة ويتم الرفض لا أحزن ولا أحاول مرة أخرى أم أظل أحاول مرة واثنتين وثلاثه عليها حتى النهاية، أرجو الإفادة حيث إني أعيش خارج بلدي ومن الصعب أن تكون الفرصة في تعويض الإنسانة المناسبة سهلة حيث أن إجازتي هي شهر ولا أتمكن فيها من رؤية الكثير، وعندما أحس تجاه إنسانة أن هذه الإنسانة هي الإنسانة المناسبة لا يحدث نصيب ؟جزاكم الله خيراً .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أن ننبهك إلى أن من الواجب على المسلم أن يعلم أولاً أن كل ما يجري في هذا الكون إنما هو بتقدير من الله تعالى، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله لابن عباس رضي الله عنهما: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

والإيمان بالقدر أصل من أصول الدين، فقد جاء في الخبر: ولو أنفقت جبل أحد في سبيل الله ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك لدخلت النار. رواه أحمد وأبو داود من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وصححه الألباني.

فالزواج إذاً قسمة ونصيب كسائر الأمور، ولكن ليس معنى ذلك أن المرء يجلس وينتظر حتى يحصل له الزواج دون أن يسعى في ذلك أي سعي، فمن حكمة الله تعالى أنه يوجد الأمور عند وجود أسبابها، ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رجل: يا رسول الله أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال: أعقلها وتوكل.

فالحاصل أنك إذا أردت الزواج فينبغي أولاً أن تبحث عمن كانت فيها الصفات التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

وإذا حصلت على من توفرت فيها تلك الصفات فاستشر أهل مشورتك ثم استخر الله، واعتقد بعد ذلك أنه لن يقدر لك إلا ما هو مكتوب لك في الأزل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني