الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي هو أن لحالات الوفاة عند حدوثها في بلدنا وخصوصا في الأرياف تقدم من قبل عائلة الميت وجبات للحاضرين سواء غذاء أو عشاء قد تستمر أياما وهي في العادة تكون مكلفة تثقل كاهل عائلة الميت ماديا وهذا الأمر يستمر أسبوعا على الأقل ، ويتوج هذا الأمر بوجبة عشاء مكلفة في أغلب الأحيان تكون اما يوم الاثنين أو يوم الخميس بعبارة أخرى بعد مرور خمسة أيام اوأكثر من وقوع الوفاة، وهذا العشاء يشبه الى حد كبير وليمة العرس عندنا ويسمى عندنا بالعامية (تاليف) حيث يتم إحضار شيخ أو داعية إسلامي ليلقي درسا أو خطبة بعد العشاء للحاضرين حيث يقال إن هذه الوليمة هي صدقة على الميت (وبهذا الثمن المكلف) والذي لا يقوم بها قد يتعرض لبعض النقد وقد تباينت آراء بعض الناس (المتعلمة) عندنا في مدى شرعية هذا الأمر، فمنهم من يقول بجوازه شرعا ومنهم من يقول أن من الأفضل التصدق بثمن هذه الوجبة على الفقراء والمحتاجين وبأقل كلفة بدلا من هذا البذخ والذي قد يصل بعائلة الميت إلى ذبح عشرة خراف على الأقل أو نحر بعيرين أو أكثر وقد يلجأ بعض الناس إلى الاستدانة من أجل ذلك هذا طبعا فيما يسمى بــ(التاليف) دون سواه من باقي الأيام وفي بعض الأحيان يصل هذا الأمر إلى التبذير والإسراف فيتم إلقاء ما بقي من الطعام والشراب في القمامة فهل لهذا الأمر ما يقابله شرعا ؟ وهل يجب الحزن على الميـــــت (40) يوما ؟ وماهي أحكام الوضيمة (الوجبة المقدمة من أهل الميت ) شرعا ؟ وهل هناك ما يلزم أهل المتوفى بتقديم مايسمى عندنا (تاليف) صدقة على الميت وبهذه التكلفة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذه الصورة الواردة في السؤال من النياحة المحرمة شرعا، وإن مما يؤسف له ما اعتاد عليه الكثير من المسلمين من مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بهذا الموضوع حيث قبلوا الأمر وألزموا أهل الميت عن طريق التمسك بالأعراف السيئة عمل الولائم والمآتم وجمع الناس عليها وإحضار القراء ونحو ذلك مما ليس له أصل في الشرع.

والسنة في هذا الأمر هي أن يصنع الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاما لأنهم مشغولون بالمصيبة عن إعداد الطعام لأنفسهم، وقد سبقت الإجابة عن مثل هذا السؤال في الفتوى رقم : 75109 ، فالرجاء مراجعتها لمزيد الفائدة.

ونحن نوجه نصيحتنا لكافة المسلمين أن يجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم أسوتهم، ويتركوا هذه العادات المخالفة للسنة والمكلفة للمصابين بحيث يصل الأمر إلى حد الاستدانة لذلك أو أكل أموال اليتامى وإنفاقه في غير حق شرعي، أضف إلى ذلك ما قد يحصل من الإسراف الذي نهى الله عنه، وعن الحزن على الميت وما يسمى بأربعينية الميت انظر الفتويين: 74217 ، 75948 ، ثم إن أهل الميت غير ملزمين شرعا بالصدقة عن الميت .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني