الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السفر للعمل بغير إذن الأم

السؤال

أنا عمري 26 سنة أردني الجنسية من مواليد وسكان مدينة جدة والوالد متوفى منذ سنتين وأسكن مع والدتي الآن ولا أعمل ولم أجد فرص عمل مناسبة لمؤهلي الجامعي في مدينة جدة والسبب الأهم هي القوانين الصارمة التي تمنع عمل غير السعوديين في جدة بالتحديد وقد وجدت فرص عمل في مدن أخرى بالمملكة و لكن الوالدة رفضت أن تأتي معي أو أن تتركني أذهب إلى تلك المدن. أنا متوقف عن العمل من أكثر من 9 أشهر وأنا أصغر إخوتي وكلهم متزوجون إلا أنا وقد اقترحت أن تبقى مع أحدهم وأن أسافر للعمل وقد رحب أخي بالفكرة ، وجميعنا والحمد لله نحسن التعامل معها ولكنها لا تريد أن تسكن عند أي أحد من إخوتي وأصرت أن أبقى معها وأن أبحث عن أي عمل وإن لم يكن يوافق مؤهلاتي وتطلعاتي وإلا ستغضب علي فطاعة لله أولا ولأنني لا أستطيع أن أغضبها وهي مريضة أيضاً وافقت على البقاء معها وعملت عاملاً في أحد المصانع ولست راضياً عن هذا العمل ولا أستطيع السفر للعمل لكي لا تغضب أمي علي. أشيروا علي حفظكم الله إني محتار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز السفر للتجارة دون إذن الوالدين قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم : وليس قول من قال من علمائنا : يجوز له السفر في طلب العلم وفي التجارة بغير إذنهما مخالفا لما ذكرته ــ من وجوب طاعتهما في كل ما ليس بمعصية ــ فإن هذا كلام مطلق وفيما ذكرته بيان لتقييد ذلك المطلق . اهـ .

وقال في البحر الرائق : وأما سفر التجارة والحج فلا بأس بأن يخرج بغير إذن والديه لأنه ليس فيه خوف هلاكه .اهـ . وكذا قال العيني في عمدة القاري، والجصاص في أحكام القرآن وغيرهم ، فيجوز لك أن تسافر دون إذنها للعمل والتجارة، ونوصيك ببر الأم والإحسان إليها وكسب رضاها وحاول إقناعها بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن اللين ، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، إنه سميع مجيب. وانظر الفتوى رقم : 60672 ، وننصحك بأن تعرض على أمك الفتوى، وتبين لها الحكم الشرعي، وأنه لا خوف عليك، وخاصة أنك مقيم في نفس الدولة، فيمكنك زيارتها في فترات متقاربة، فإن أصرت أمك على موقفها واستطعت الصبر على وضعك وعملك طاعة لها، فلا شك أنك مأجور وسيفتح الله عليك من فضله .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني