الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضاء الصلاة والصوم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه... وبعد:
عمري 50 سنة وأعاني من عدة أمراض حيث إنني كنت أسير حرب لمدة 20 سنة مع الأعمال الشاقة وكنت أمنع من الصلاة والصوم عدة مرات وعندما أصوم فإن إمكانات الفطور غير متاحة، أرجوك أن تفتيني في قضيتي هذه والمتعلقة بالصيام، كيف يمكنني أن أعوض أشهر أو أيام الصيام التي قضيتها في الأسر، مع العلم أنني الآن حر وأقضي صيام شهر رمضان ببعض الصعوبات نظرا لحالتي الصحية المتدهورة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم تكن قد قضيت ما عليك من الصلاة التي فاتتك بسبب المنع منها أو غير ذلك، فعليك أن تقضيها أي تقضي عددها إن كنت تعلمه، فإن لم تعلم عددها فاقض ما يغلب على ظنك أنه العدد الذي تطالب به، وبذلك تبرأ ذمتك إن شاء الله تعالى، ولتقض على حسب استطاعتك، ولتنظر الفتوى رقم: 61320.

هذا فيما يتعلق بالصلاة، أما عن قضاء الصيام فإن كانت الأمراض التي تعاني منها لا تمنع من الصيام ولا يؤثر الصوم على صحتك فإن عليك أن تقضي جميع ما فاتك منه، ولا يجب القضاء فوراً بل الواجب قضاء ما فات من رمضان من كل عام قبل رمضان من العام التالي له، ومن أخر قضاء ما عليه من رمضان لغير عذر حتى دخل رمضان الآخر وجب عليه بعد رمضان أن يقضي ومع القضاء عليه كفارة إطعام مسكين عن كل يوم، ومن أهل العلم من يرى تعدد الكفارة بتعدد السنين، أما إن كان التأخير لعذر فلا تلزمه الكفارة، ويستحب تعجيل القضاء وتتابعه، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 16993، وانظر الفتوى رقم: 19829.

وإن كانت حالتك الصحية متدهورة بحيث يؤثر عليك الصوم بزيادة المرض أو تأخر برئه وعلم ذلك عن طريق التجربة أو إخبار الطبيب العارف جاز لك الفطر في رمضان، فإن كان المرض مما يرجى برؤه عادة فعليك القضاء أيضاً، فتؤخره حتى تشفى ثم تقضي جميع ما عليك من فوائت الصيام القديمة وغيرها، ولا إثم عليك ولا كفارة ولو أتى عليك رمضان بعد رمضان قبل أن تشفى، ولا ينتقل إلى الإطعام بدلاً عن القضاء إلا من كان مريضاً مرضاً مزمناً، لا يرجى برؤه عادة، أو من كان بلغ به الكبر مبلغاً لا يستطيع معه الصيام، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 47413.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني