الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زرع شريان خنزير في بدن آدمي

السؤال

هل يجوز زرع شريان خنزير لمسلم مريض بالقلب في حالة عدم وجود بديل الرجاء الإجابة فورا لأن المريض بألمانيا للعلاج و ينتظر الإجابة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فلا يخلو الحيوان المراد نقل العضو منه إلى الإنسان من أن يكون طاهراً أو يكون غير ‏طاهر.‏
فإن كان طاهراً - مثل بهيمة الأنعام المذكاة ذكاة شرعية- فلا حرج في التداوي به بأي ‏جزء من أجزائه، ولا حرج في زرع عضو منه في الإنسان، لعموم الأدلة المبيحة للتداوي ‏بكل مباح. قال صلى الله عليه وسلم: "تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء ‏غير داء واحد الهرم" رواه الأربعة إلا النسائي، ولأبي داود: "إن الله أنزل الداء والدواء ‏وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام".
وأما إن كان الحيوان غير طاهر -‏ كالخنزير وميتة بهيمة الأنعام- فإن الأصل هو حرمة الانتفاع به في زراعة الأعضاء لنجاسته ‏التي يوجب وضعها في البدن بطلان الطهارة ومن ثم بطلان الصلاة ونحوها من العبادات ‏التي يشترط لها الطهارة، فإن لم يجد المريض إلا عضو حيوان نجس ولا يجد ما يقوم مقامه ‏من الطاهر وقد دعت
الحاجة إلى ذلك فلا حرج في زراعته. قال تعالى: ( فمن اضطر غير ‏باغ ولا عاد فلا إثم عليه) [البقرة:173].‏
قال النووي رحمه الله: (إذا انكسر عظمه فينبغي أن يجبره بعظم طاهر قال أصحابنا: ولا ‏يجوز أن يجبره بنجس مع قدرته على طاهر يقوم مقامه فإن جبره نُظر -إن كان محتاجاً إلى ‏الجبر ولم يجد طاهراً يقوم مقامه فهو معذور. وإن لم يحتج إليه ووجد طاهراً يقوم مقامه أثم ‏ووجب نزعه إن لم يخف منه تلف نفسه ولا تلف عضو)‏
وبناء على ذلك فلا حرج في زرع شريان أو بنكرياس خنزير للمسلم مع حاجته إليه وعدم وجود ‏البديل الطاهر.‏
والله أعلم. ‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني