الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاحبة المغتاب والنمام ومفشي الأسرار تردي الإنسان

السؤال

السلام عليكمأريد أن أعرف حكم الشرع في هذا:لدي صديقة ولكن أريد تجنبها ولا أريد أن أحدثها في الهاتف فكلما أرى رقمها لا أرد ولكن إذا شاهدتها في مكان سيكون بينى وبينها فقط سلام ولا بأس إذا دار حديث قصيرلأنها تتحدث عن أسرار بيتهم وعن أسرار زوجات إخوتها وأنا لا أثق فيها وأنا أعلم أن أي كلام سأقوله لها سوف تذيعه بين أصدقائها وإنها كثيرة التدخل في شؤون أصدقائها وتحدث مشاكل كثيرة فأنا أريد أن أتجنبها ولا أضيع وقتي في القيل والقال ولا أريد أن أسمع أخبار وأسرار الناس

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذه المرأة إذا كانت بهذه الصفات التي ذكرت، فلا تجوز مصاحبتها ومصادقتها، والواجب نصحها وتحذيرها من الوقوع في أعراض المسلمين، وإفشاء أسرارهم، واغتيابهم والنمِّ بينهم، ولابد أن تعلم أن الغيبة والنميمية محرمتان بالكتاب والسنة والإجماع، وهما من كبائر الذنوب، والواجب التوبة منهما.
أما الغيبة، فهي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، فقيل: يا رسول الله: "أرأيت لو كان فيه ما أقول؟" قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهته" رواه مسلم، ومعنى بهته : كذبت عليه.
وقد نهى الله عن الغيبة فقال: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) [الحجرات:12].
وأما النميمة، فهي: نقل الحديث بين الناس على وجه الإفساد، وقد ذم الله النمام بقوله: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) [القلم:11].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام" رواه مسلم.
وأما الإجماع، فقد نقل الإمام ابن حجر الهيتمي في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر قول الحافظ المنذري: أجمعت الأمة على تحريم النميمة، وأنها من أعظم الذنوب عند الله - عز وجل - انتهى.
وأما إفشاء الأسرار، فلا يجوز أيضاً: لأن أصحابها قد ائتمنوا من أطلعوه عليها، فلا يجوز لمن اطلع عليها أن يفشيها، لما رواه أحمد في مسنده عن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته"، ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" رواه مسلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني