الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الانتفاع بما لا يعرف صاحبه

السؤال

أعطاني أحد موظفي إحدى مستشفيات السعودية عدد من الساعات التي أخذت من مراجعي الأسعاف والمتوفيين الذين لم يسأل أحد عنها بعد مضي أكثر من عشر سنوات وقمت بتوزيع جزء منها لبعض المحتاجين واحتفظت ببعضها لي، علما بأنها تعتبر لديهم ليست ذات قيمة (منخفضة)، فهل يجوز لي أخذها، علما بأنني إذا أردت بيعها الآن لا يوجد من يشتريها لقدم بعضها أو يتم بيعها بمبالغ زهيده،فأفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الساعات التي قلت إنها لم يسأل أحد عنها منذ أكثر من عشر سنوات... تعتبر في حكم المال الذي تعذرت معرفة أصحابه، والمال إذا انقطع الأمل من معرفة أصحابه فلحائزه أن يتصدق به عن مالكه، وإن جاء صاحبه يوما من الدهر، كان له الخيار في إمضاء الصدقة، أو أخذ مثلها إن كان لها مثل، و قيمتها إن لم يكن لها مثل، ويكون أجر الصدقة للمتصدق.

وعليه فلا مانع لك من أن تحتفظ ببعض هذه الساعات إن كنت من أهل الصدقة، مع العلم بأن هذه الساعات إذا كانت في درجة من التفاهة لا يتصور معها أن أصحابها سيبحثون عنها، كان للملتقط أن ينتفع بها دون تعريف، يقول الشيخ الدردير: لا إن كان تافها لا تلتفت إليه النفوس كل الالتفات، وهو ما دون الدرهم الشرعي أو ما لا تلتفت النفس إليه، وتسمح غالباً بتركه، كعصا وسط وشيء من تمر أو زبيب، فلا يعرف وله أكله إذا لم يعلم ربه وإلا ضمن. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني