الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعراض عن الوساوس في شأن العقيدة والطهارة والصلاة هو العلاج

السؤال

أريد طريقة عاجلة للتخلص من الوساوس فأنا في حالة يرثى لها هذه الوساوس منها ما يتعلق بالصلاة والطهارة والعقيدة، فمثلا إذا كنت أقرأ موضوعا ولمحت اسم الله جل جلاله صرفت نظري عنه بسرعة يتبادر إلى ذهني أنه كره ويؤنبني ضميري فأنا في الواقع لا أكره الله جل جلاله وإنما أخاف منه وأجلس أبرر الموقف والله العظيم تعبت ويتبادر إلى ذهني أني كافرة ويلزمني غسل وأهلي يمنعوني أن أتحمم ويصيبني هم وغم وضيق فظيع ومواقف من هذا النوع.. أيضا أنا متعودة في الوضوء أغسل كل عضو مرتين كما ورد ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا غسلت كل عضو مرتين يأتي الشيطان ويقول أني أكره أن أغسل كل عضو ثلاث مرات وأنا في دوامة من ذلك.. السؤال هل في هذه الحالات أكون فعلا والعياذ بالله كافرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نقول للأخت السائلة: لست كافرة والحمد لله تعالى، بل أنت مسملة تخافين الله تعالى حسبما يظهر من خلال سؤالك، وعليك أن لا تعيري هذه الوساوس والتخيلات أي اهتمام، بل أعرضي عنها إعراضاً كاملاً، فإن في الإعراض عنها الشفاء التام بإذن الله تعالى، ثم إنه لا إثم عليك فيما يعرض لخاطرك من وساوس سيئة ما دمت تدافعين ذلك وتكرهينه، فقد حصل مثل هذا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكروا ذلك له صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك صريح الإيمان. كما سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 12300، فهوني على نفسك ولا تتحملي ما لم تكلفي به، فلا داعي للغسل من هذه الوساوس، ولا للضيق والغم. نسأل الله تعالى أن يكشف همك وغمك ويصرف عنك هذه الوساوس، وكما يجب عليك الإعراض عما يخطر ببالك مما يتعلق بالعقيدة فكذلك الأمر بالنسبة للطهارة والصلاة. ثم إن الوضوء يتم ويحصل بغسل كل عضو مرة واحدة، وتسن الغسلة الثانية والثالثة، ولا يزاد على ذلك، وإلا كان من الاعتداء والإسراف المنهي عنهما في الكتاب والسنة، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 60471، واقتصارك على كيفية من الكيفيات المسنونة لا يستلزم كراهتك لما سواها من الكيفيات، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس، وإن كان ينبغي لك المحافظة على أتم الهيئات وأكملها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني