الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهي عن تقبيح الزوجة والتجسس عليها

السؤال

أعيش أنا وزوجي وابنتي في الخارج بعيداً عن أهلي واشتكيت يوما إلى أمي عن خلاف بيني وبين زوجي قد حدث ونحن في إجازتنا السنوية واتصلت بأمي أشتكي لها أني مازلت أشعر بظلم زوجي فردت علي أمي في البريد الإلكتروني أن أحتسب الله فيمن ظلمني وأحاول أن أنصح زوجي أن يرضي أمه ويرضيني دون أن يظلمني مع بعض عبارات الضيق من أم على ظلم ابنتها وكان هذا الخلاف معروفا لأنه حدث في إجازتنا السنوية وقرأ زوجي هذا الإيميل ثم طبعه وطبع أكثر من 6 إيميلات أخرى لم يذكر فيها حتى اسمه وكأنه يريد أن يعرف كل ما يدور بيني وبين أمي هذا دون علمي ثم أخبرني بأنه سوف يقاطع أهلي (حتى أنه لا يتصل بهم إذا نزل إجازة بمفرده وأهلي يقولون لي هو حر حافظي على أسرتك)، وسوف يرسل إلي أبي وعلى أبي أن يعده بعدم التدخل في حياتنا هذا دون أن يوجه له أحد عتابا وأقسم بالله أنه كثيراً ما يسبب لي ولأهلي الكثير من الضيق وهم لا تعليق حتى أربي ابنتي مع أبيها، فهل من حق الزوج التجسس والاطلاع على حواري مع أمي أو أهلي وهل من حقه أن يحتفظ بهذا.. مر عامان منذ هذه القطيعة وخلالهم استضاف كل أهله عندنا في الغربة بسبب مرض أبيه وقد كنت معهم أعاملهم أفضل معاملة والله على ما أقول شهيد وقد أهانني أمام إخوته حتى أصبحوا يتعاملون معي في عدم وجوده بطريقة لا يتحملها أحد وهم يعلمون جيداً أني لا أستطيع أن أشكو لزوجي وتحملت لإرضاء ربي ومن أجل حماي رحمه الله وهو إلى هذه اللحظة يتهمني بالتقصير معهم ويقاطع أهلي ومر على هذا عام كامل وتحملت من أجل ابنتي، ولكن في كل خلاف أجده مصرا أن من حقه أن يقرأ رسائلي مع أمي ومن حقه أن يقاطع أهلي ومن حقه أن يهينني أمام إخوته ومن حق أهله أن يقاطعوني، فأرجو من سيادتكم هل هذا من حقه، وهل لا يحق لي حتى الحديث الخاص بيني وبين أمي وأنا أعيش بعيدة عن بلدي وأهلي يوم كامل طيران في الجو؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من حق الزوج أن يتجسس على زوجته ويتتبع عثراتها، دون أن يكون هناك ريبة، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 21021.

وعليه.. فليس من حق زوجك أن يطلع على حوارك مع أمك، ولا قراءة رسائلك دون إذنك ولا الاحتفاظ بها، كما لا يجوز له إهانتك ولا أن يقول لك قولاً قبيحاً، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله (ولا تقبح) جواباً عن سؤال السائل ما حق زوجة أحدنا عليه؟ وانظري في ذلك الفتوى رقم: 29242.

أما مقاطعته لأهلك فلا تجوز إذا زادت عن ثلاثة أيام، فإن المسلم لا يحل له أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يجوز لأهله مقاطعتك وهجرك هذه المدة للحديث السابق، وعلى العموم ينبغي لك أن تحاولي الإصلاح بين زوجك وبين أهلك وأن تصلحي ما بينك وبين أهله، واحذري أن يؤثر هذا الشقاق على علاقتك مع زوجك، وما أوجب الله عليك من حقوقه، كما ننصحك بعدم إشراك والدتك وأهلك في مشاكلك الزوجية لأن ذلك مما يزيدها، ونحيلك على الفتاوى ذات الأرقام التالية للفائدة: 19419، 35085.

وننبهك إلى أن إخوان زوجك أجانب عنك فيجب عليك التزام الحجاب بحضرتهم، ولا تجوز الخلوة بالواحد منهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني