الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشاؤم يقدح في الإيمان بالقدر

السؤال

عندي أخت توفيت في حادث سيارة وكان الحادث فظيعاً جدا وبعدها بفترة رزقني الله بطفلة فسميتها على أختي رحمها الله ولكن من ولادة هذه الطفلة وإلى الآن وهي عمرها سنتان ونصف دائماً تكون عرضة للمرض وفي كل فتره بسيط تمرض بصفة مستمرة . فهل الاسم له علاقة بهذا المرض أم لا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الإيمان بالقدر من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، ففي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب في سؤال جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبالقدر خيره وشره" قال - أي جبريل عليه السلام-: "صدقت".
والنصوص المخبرة عن قدر الله الآمرة بالإيمان به كثيرة، فمن ذلك قوله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر:49].
وقوله: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً) [الأحزاب:38].
وقوله أيضاً: (وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً) [لأنفال:42].إلى غير ذلك من الآيات.
وروى مسلم في صحيحه عن طاووس قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس.
ومثل هذه الأوهام والشكوك لا ينبغي أن تصدر من قلب مؤمن بالله، مسلم بأقداره. ونؤكد للسائل يقيناً أن الاسم لا أثر له في المسمى، وأن كل ما يصيب هذه البنت - كغيرها من البشر - من صحة ومرض وموت وحياة وفقر وغنى، وغير ذلك من الأعراض الملازمة للبشر، إنما هو بقضاء الله وقدره، سواء سميت باسم المتوفاة، أو سميت باسم آخر، أم لم تسم أصلاً.
وإذا تأملنا أكثر الناس اليوم، خصوصاً من العرب والمسلمين، وجدناهم لا يحملون إلا أسماء آبائهم أو أمهاتهم الذين قد ماتوا، أو غيرهم من الأنبياء والصالحين، فلو كان لاسم الميت تأثيراً فيمن سمي عليه، بمعنى أنه يموت، أو يمرض، لكان جلُّ الناس اليوم مرضى، أو ميتين.
فعليك أيها السائل - حفظك الله - أن تؤمن إيماناً جازماً بأن جميع الواقعات بقضاء الله وقدره، خيرها وشرها نفعها وضرها، لأن العبد إذا آمن بأن كل ما يصيبه مكتوب، وأن الآجال والأرزاق بيد الله تعالى، فإنه يستقبل كل ما يصيبه من ابتلاء وامتحان بقلب ثابت، وضمير مطمئن.
جعلنا الله وإياك من المؤمنين بقدر الله خيره وشره.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني