الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الشعور الملل يسوغ للمرأة العمل في مجال مختلط

السؤال

بعد مراسلتكم منذ سنة أو أكثر في موضوع مغادرة عملي بسبب الاختلاط وفي بعض الأحيان الاختلاء بمدير عملي رغم أنه رجل يصلى و لا يأتي دائما للمكتب فهو متأدب ولم يقلقني أبدا، فقد نصحتموني بترك هذا العمل وقد تركته وبقيت في البيت، لكن بقائي في البيت أصابني بالكلل و الملل وقد أذنبت باقترافي لذنوب كنت قد تبت منها فرأيت أن العمل في هذه الحالة أفضل، فرجعت إلى العمل رغم الاختلاط في المواصلات والعمل، وعزمت على جمع المال من مرتبي لأداء الحج.
فهل أأثم برجوعي إلى عملي السابق؟ وهل يعتبر هذا المال مالا حراما لا تقبل منه الصدقات ولا الحج؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا العمل يقتضي الاختلاط بالرجال والخلوة بالمدير ولو أحيانا فلا يجوز لك ذلك، وليس في شعورك بالملل ما يسوغ الإقدام على ما حرم الله، سواء هذا العمل أو المعاصي الأخرى التي تبت منها، بل عليك أن تتوبي إلى الله، وتشغلي وقتك بالنافع والمفيد لك في دينك من حفظ للقرآن وتعلم تجويده، والحرص على العلم الشرعي، والسعي في مساعدة الفقراء والأرامل والمساكين ونحو ذلك، مما لو انشغلت به لوجدت في ذلك أعظم العون على الاستقامة والالتزام بأمر الله وراجعي الفتوى رقم:10800، والفتوى رقم: 10973 ، والفتوى رقم: 15219.

وأما الحكم على الراتب فهو تابع لنوعية العمل الذي تقومين به، فإن كان العمل مباحا لا محذور فيه فهو حلال، وإن كان العمل محرما فهو محرم.

ولمعرفة حكم الحج والصدقة من المال الحرام راجعي الفتوى رقم:21142، والفتوى رقم: 39719.

ونسأل الله أن يحفظك بحفظه، وأن يحوطك برعايته، وأن يوفقك إلى التوبة النصوح إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني