الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مرافقة الأب لمكان يقترف فيه المنكرات

السؤال

فضيلة الشيخ.. تحيه طيبة عطرة أنا شاب خليجي متزوج ولله الحمد ولدي خمسة أبناء والحمد لله مستقيم ومحافظ في أمور ديني، مشكلتي في أبي (والدي) أنه كثير السفر إلى الخارج وفي سفراته يرتكب المعاصي والمحرمات وبالتحديد الخلوة غير الشرعية مع العاهرات (وارتكاب الزنا) والمتعه المحرمة، فضيلة الشيخ والدي كبير في السن وفي الفترة الأخيرة أصيب بشلل في إحدى رجليه ولكنه يمشي بصعوبة بالغة وحالته الصحية غير مستقـره ومع هذا فهو يصر إصراراً عجيباً بالسفر لتلك الدولة التي كثيراً ما يسافر إليها وإنني أعلم يقيناً بأنه لو سافر سيرتكب المحرمات والمصيبة أنه قد عمل الحجوزات وطلب مني مرافقته في السفر وقد رفضت أن أسافر معه، وقال لي إن لم تسافر معي فسأذهب لوحدي فهو مصر على السفر، وقد نصحته أنا وأخواني والجميع ولكن دون فائدة وليس بمقدورنا أن نمنعه من السفر، فهل أسافر معه أم أتركه يسافر لوحده، وكيف أفعل مع والدي العنيد جدا، وما نصيحتك يا فضيلة الشيخ، فأرجو من فضيلة الشيخ الدعاء له ولنا بالهداية والصلاح وحسن الخاتمة وأفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنرجو الله أن يصلحنا وإياكم جميعاً، وأن يمن عليكم بتوبة أبيكم من هذه الآثام العظيمة، التي لا يقبل مثلها من الفتيان الأصحاء المتربين في بلدان الكفر، فأحرى من كان متربياً في بلد مسلم، وهو في العمر والحال اللذين صار إليهما أبوكم.

والذي ننصحك به في هذا الأمر هو التوجه إلى الله بصدق نية وإخلاص والمثابرة على الدعاء لأبيك آناء الليل وآناء النهار، أنت وإخوتك وكل من لمست فيه الخير، فإن الله وحده هو القادر على إرجاع أبيكم وإصلاحه.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك.. فإنه لا يجوز لك أن ترافق أباك في سفره هذا، ولو أصر عليه إصراراً، ولا يجوز لك أن تعينه عليه أي نوع من الإعانة طالما أنك على يقين من قصده ونيته، وإذا استطعت منعه منه بأية وسيلة تستطيعها (عن طريق السلطات أو غيرها) فإن ذلك واجب عليك.

وإذا يئست من إثنائه عن هذا السفر، ولم تجد وسيلة لمنعه منه، فالواجب حينئذ تركه وعدم مرافقته ولو كان في ذلك موته، لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. ولا شك أن السفر للغرض الذي ذكرت يعتبر معصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني