الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من تحريض الزوجة على النشوز

السؤال

أنا إنسان وحيد وأسكن بالبيت مع والدي وهما المتكفلان بالنفقة علي وعلى زوجتي الحامل بتوأم ولكن لاحظت أن زوجتي أصبحت لا تطيع أحدا بالبيت وظهر عليها الكذب وإخراجها لأسرار البيت الخاصة بي وبوالدي "لا تعرف السترة" وهي الآن عند أهلها وبعثت أوجها للإصلاح، ولكن والدها قال إنها تريد الطلاق وجلس رجل إصلاح مع البنت وأنكرت أنها تريد الطلاق وكان الموقف أمام أبيها فضربها على وجهها وأصبح يطلب مني أن أعيش معها في بيت منعزل تماما عن والدي لا أعلم لماذا وأيضا كانت والدتها دائما تنصحها بعدم الطاعة لزوجها والتحريض ضد سعادة البيت وأنا أفكر بالمصلحة وأرغب بعودة زوجتي إلى البيت، ولكن العقبة الأم لا أعرف ماذا أفعل أخاف أن آثم ويخطئ ضميري بحق زوجتي ووالدي وكذلك التوأم في شهرهم السادس؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواجب على أهل المرأة أن يعلموها حسن التبعل لزوجها، وأن يرشدوها إلى طاعته والإحسان إلى أبويه، لأن ذلك هو الذي يرضى الله تعالى، وهو الذي يورث حسن المعاشرة وتمام المودة بين الزوجين، ويرشدوها أيضاً إلى أن تتحمل بعض الظروف القاسية التي تمر بغالب الناس إلى أن يفتح الله فرجاً، فإن مع العسر يسراً.

ولا يجوز لهم أن يحرضوا ابنتهم على النشوز على طاعة زوجها، وافتعال المشكلات، فإن ذلك يوقع أولاً في معصية الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده.

ويوقع ثانياً في خراب حياة ابنتهم الزوجية، وفساد حالها، فعليهم أن يتقوا الله تعالى وينصحوهما بما فيه صلاحها، ونتوجه بالنصح إلى الزوجة فنقول: إن كان زوجك عاجزاً عن فتح بيت آخر وتحمل أعبائه فلا تكلفيه ما لا يطيق، فاصبري عليه وكوني عوناً له على تجاوز هذه المرحلة العسرة، نعم من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها المسكن المستقل، كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 80603. ولكن إن تنازلت عن هذا الحق مؤقتاً فهو الأفضل.

وعموماً فلا تتعجل أخي الكريم بالطلاق أبداً، بل اجتهد في إصلاح الحال، واستشر أبويك الكريمين ومن تراه من أهل الرأي ممن له اطلاع على حالك، وفقك الله لكل خير، ونوصيك بأبويك فلا تتنازل عن برهما والإحسان إليهما وطاعتهما في المعروف تحت أي ظرف من الظروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني