الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء على شارب الخمر

السؤال

سمعت شخصا يقول فلان ابن فلان ضربه الله لأن هذاالشخص الذي قصده بهذاالكلام يتاجرفي الخمرهل هذاصحيح أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان قصدك أن هذا الشخص يدعو على بائع الخمر بأن يعذبه الله تعالى فإنه لا ينبغي للمسلم أن يدعو على صاحب معصية ما دام ولاؤه لله ولرسوله وللمؤمنين.

وإذا كان الشرع قد أباح للمظلوم أن يدعو على ظالمه، فذلك لأن حقوق العباد مبنية على المشاحة، وحق الله تعالى مبني على المسامحة، كما قال أهل العلم. وإن على المسلم في هذه الحياة أن يكون مبشرا بهذا الدين ففي صحيح البخاري وغيره أن أعرابيا بال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم النبي- صلى الله عليه وسلم-: دعوه، وهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين.

وفيه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- جلد رجلا في الخمر فأوتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله .

وفي رواية ..فقال بعض القوم: أخزاه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا رحمك الله.

ولذلك فينبغي للمسلم أن ينصح صاحب المعصية ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ويرحمه؛ لأنه مريض ويدعو له بالهداية والرحمةلأنه منحرف عن طريق النجاة.

وهذا بالنسبة للمسلم العادي. أما ولي أمر المسلمين فعليه أن يقيم الحدود ويزجر العصاة ويعاقبهم إذا لم ينفع فيهم النصح والإرشاد والتوجيه.. فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن كما في الأثر.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني