الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالب أدرس في ألمانيا دراسات عليا، ولدي في البنك مبلغ حوالي 7000 يورو، كنت قد ادخرته لإتمام دراستي هنا، وحال على هذا المبلغ الحول، أي وجبت عليه الزكاة، ولكني لا أستطيع التصرف بهذا المبلغ لأني قد حجزت عليه لصالح الحكومة الألمانية حتى أحصل على الفيزا، حيث يسمحون لي بسحب مبلغ 550 يورو شهريا لمصروفي، علماً بأن الحجز تم قبل أن يحول الحول على المبلغ، فهل تجب علي الزكاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن كان له نصاب من المال، وحال عليه الحول لزمته زكاته كل سنة إذا كان متمكناً من الحصول عليه في أي وقت، فإن كان لا يتمكن منه لكونه مغصوباً أو على معسر فلا تجب زكاته إلا عند عودته إليه، ويزكيه لكل ما مضى من السنين، وقيل يزكيه لسنة واحدة، فإن لم يعد إليه فلا زكاة عليه.

وأما بالنسبة لزكاة مالك المذكور ففيه تفصيل.. وهو أنه إن كان عندك مال آخر يمكن أن تزكيه منه وجب عليك ذلك كل سنة، وأما إذا لم يكن عندك فلا تجب عليك زكاته، ولكنها تثبت في ذمتك فمتى تمكنت من أدائها لزمك ذلك، والفرق بين هذا وبين المال المغصوب هو أن هذا مالك وتنفقه على نفسك برضى منك بحيث لو أردت قطع مواصلة الدراسة فإن مالك سيعود إليك، ولو قدر أنه لن يعود إليك لو تركت الدراسة فالذي يظهر أنه لا زكاة عليك فيه لعدم قدرتك على التصرف فيه فهو كالمغصوب الذي لم يرجع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني