الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف الزنا هل يبيح الاقتراض بالربا

السؤال

هل يجوز لي أخذ قرض من البنك وأرجعه على أقساط مع الزيادة في المبلغ وذلك لاحتياجى الشديد للزواج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: ‏

فإن هذه الصورة من أنواع الربا لأنها (سلف بزيادة) والاقتراض بالربا محرم، لا يجوز ‏الإقدام عليه إلا لضرورة ملجئة، وليست الرغبة في الزواج ضرورة تبيح الربا ، لأن ‏الضرورة في مفهوم الشريعة هي: ‏
‏ الحالة الملجئة لتناول الممنوع شرعا ، ومما ساقه الفقهاء تطبيقاً لهذه القاعدة ما ‏لو خشي أحد الهلاك جوعا أو عطشا أو غصصا في مكان ما، ولم يجد إلا الميتة أو ‏الخنزير، أو الخمر ، أو مال شخص آخر غير مضطر مثله جاز له ، بل وجب عليه ‏أن يتناول منه لدفع الهلاك ، وعلى هذا يقاس غيره.
وبما أن الضرورات تقدر ‏بقدرها ، فلا يباح بالضرورة محظور أعظم محذورا من الصبر عليها ، ولا شك أن ‏الصبر على عدم الزواج أهون من الإقدام على الربا ، لأن الشريعة تعده من أكبر ‏الكبائر ، وحسبك أنه المعصية التي
تجعل صاحبها في حرب مع الله تعالى ، ولا تعرف ‏كبيرة غيرها نال مقترفها مثل هذا الوصف، وليس من تذرع لأخذ الربا بضرورة ‏العفة وخوف الوقوع في الحرام، إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، ولينظر الجواب ‏رقم 6933 ، والجواب رقم 6689. ‏
والله أعلم .‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني