الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما تزوجت من بيت أصل زوجة طيبة جدا ومطيعة للغاية ورزقني الله بطفلين منها وكانا نور حياتي وقرة عيني وفجأه اكتشفت أن زوجتي تخونني منذ 3 سنوات مع أخي المقرب لي وفعلوا فاحشة الزنا فيما بينهم عدة مرات خلال تلك السنوات وعندما سألتها لماذا فعلت ذلك وأنا لم أقصر معها يوما في أي واجب من واجبات منزلي أو واجبات الزوجية فكانت إجابتها لا أدري لماذا فعلت ذلك أنا كنت مسلوبة الإرادة لا أدري وتطلب مني السماح وكذلك أخي يبكي ويصرخ ويقول لا أدري كيف حدث هذا، فماذا أفعل بالله عليكم أنا في حيرة من أمري لأن أهل زوجتي أناس ملتزمون جدا وإذا علموا سيقتلون الزوجة وممكن يقتلون أخي وهو متزوج أيضا وأخاف على أبي وأمي الكبيرين في السن من الفضيحة على آخر الزمن، ولكن في نفس الوقت لا أستطيع أن أتحمل ما حدث فهذه أكبر صدمة في حياتي ضيعتني وضيعت حياتي المستقرة، وهنا أرجو أن أوضح أنني إنسان أخاف الله وأصلي، ولكني ارتكبت فاحشة الزنا وأنا مراهق قبل الزواج مع خادمة لنا حيث كان أبي وأمي في السعودية وأنا كنت في مصر للدراسة في الجامعة ولكنني تبت بعد ذلك إلى الله ورجعت إليه وندمت على ذلك كثيراً، هذه كل قصتي فأعينوني بالله عليكم ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف بحيث أحافظ على سمعتي وسمعة 3 عوائل عائلة زوجتي وعائلتي وعائلة زوجة أخي؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الصادق المصدوق والناصح الأمين عليه الصلاة والسلام: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه. فحين خالفنا أمره أصابتنا كل رزية، وحلت بنا كل بليه، وما حل بك من مصيبة في عرضك وشرفك، إلا بسبب تقصيرك في الوصية النبوية، أما وقد حصل ما حصل فلتنظر في حالة المرأة فإن تابت من هذه المعصية فاستر عليها وأمسكها، واعلم أن التوبة تجب ما قبلها، ولعلها تكون بعد هذا الذنب خيرا منها قبله، ولتحذر مستقبلاً من دخول أي أجنبي عليها.

وأما إذا لم تتأكد من توبتها فلا تبق عليها تدنس عرضك، وتجلب لك العار، وتدخل عليك من ليس منك، لكن استر عليها فإن الله ستير يحب الستر، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، واكتم سرها، ولا تفشه لأحد، وسرحها بإحسان، وإن سئلت عن سبب طلاقها فاستعمل التورية، وبهذا تحافظ على سمعة عائلتها وسمعة عائلتك، نسأل الله أن يأجرك في مصيبتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني