الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جاء في الفتوى رقم 69688 أنكم منعتم من هذه الصيغة في الدعاء بحجة أنها من التوسل الممنوع، لكن عند تأمل صيغة الدعاء نجد أن السائل توسل فيها لله تعالى بصفة من صفاته وهي صفة الحب وهذا لا إشكال فيه ! وأنتم نقلتم كلام شيخ الإسلام رحمه الله في مسألة أخرى !! وإنما هذا الدعاء كقول القائل: أسألك بحبك لعبادك المؤمنين مثلاً . فهذا سؤال بصفة من صفات الله تعالى وليس توسلاً بجاه المؤمنين .
فما جوابكم بارك الله فيكم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نشكرك على اتصالك بنا.. ونفيدك أنا لم ننف أن محبة الله لنبيه من صفاته، ولكنا نبهنا السائل للدعاء بما لا خلاف في مشروعيته، وهو الدعاء بالأسماء الحسنى أو التوسل بالعمل الصالح، ونبهنا على أن التوسل بما ليس من عمل العبد مختلف فيه، وما ذكرنا من كلام شيخ الإسلام محل الشاهد فيه عندنا هو قوله: من سأل بأمر أجنبي عنه ليس سببا لنفعه، فقد تكلم عند هذه المسألة في الدعاء بحب الله عباده، وقد ضرب رحمه الله مثالا لذلك فقال: ولو قال الرجل لمطاع كبير: أسألك بطاعة فلان لك وبحبك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبته طاعته لك لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلق له به، فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء المقربين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له وطاعتهم إياه ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم.. إلى آخر كلامه رحمه الله.

فتأمل في الأمر جيدا بارك الله فيك، واعلم أن الاحتياط في أمور العبادات ومنها الدعاء هو التوقف عما لم يثبت، والتمسك والاكتفاء بما ثبت وهو كثير في كتب الأذكار والأدعية، وفيه غنية عن التعلق بما اختلف فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني