الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لدي سؤال لسيادتكم... أنا شاب أبلغ من العمر 26 كنت أتابع دراستي بالجامعة، حينها ربطت العلاقة بيني وبين ابنة عمي كنا نلتقي دائما في أغلب الأوقات، وذات يوم اختليت بها وأدى ذلك بطرح يدي على ثدييها وبدأت أقبلها هنا وهناك وتتوالى الأيام ونحن على تلك المعصية، ذات يوم أحسست بالذنب فطلبت مني الزواج.... صراحة أحسست بالذنب أنا أيضا وندمت كثيرا على ما فعلت, فواعدتها بالزواج، منذ تلك الفترة وأنا أعتبرها أجنبية عني والتزمت ولله الحمد لكن مع توالي الأيام انقلب ذاك الحب الذي أكنه إليها إلى عداوة، فأصبحت أنفر منها لدرجة أنني لا أكلمها أبداً وأن التقينا في الطريق.... وشاورت والدي في الزواج بها فأجابوني بالرفض.... أنا الآن حيران هل أفي بالوعد وأتزوجها رغم أنني أصبحت لا أحبها أم لا، أجيبوني جزاكم الله عنا خيراً، فأنا في حيرة من أمري خاصة أن الوفاء بالعهد واجب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك على ما من الله به عليك من الالتزام، ونوصيك بالتوبة الصادقة مما سبق، ونفيدك أن الوفاء بوعد الزواج ليس واجباً؛ بل يجوز للخطيب أن يفسخ الخطبة المعتبرة شرعاً إذا كان لمصلحة فما بالك بمجرد وعد بالزواج بدون رد من ولي المرأة، ويتأكد الأمر (عدم الوجوب) إذا كان في ترك الزواج طاعة الوالدين، فإن طاعتهما في ترك نكاح المعينة واجبة شرعاً، إن لم يخف الوقوع في المعصية مع من منعا نكاحه إياها.

فإذا لم يكن هناك تعلق للقلب بهذه المرأة ولا محبة لها فعليك بترك الزواج منها إرضاء للوالدين، وننصحك بالبدار بالزواج إن كنت مستطيعاً حتى تحافظ على دينك وعفتك، ففي حديث الصحيحين: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25379، 56567، 32947، 6563.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني