الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الاستفادة من محنة الظلم

السؤال

أبي دخل السجن ظلما والله شاهد على ذلك، وأنا الأكبر في إخوتي وأمي على قيد الحياة فأصبحت العائل الأول في الأسرة، فهل لي أجر الصبر والاحتساب والنفقة ومراعاة الوالدة نفسياً ومادياً، وكيف يمكننا أن نستفيد من هذا المحنة؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج كربتكم، وأن يرفع الظلم عن أبيك، ولا شك أن إنفاق المرء على والدته وإخوته وسد حاجتهم واحتساب ذلك فيه أجر عظيم عند الله تعالى، بل هذا عمل صالح جليل يدخل فيه عدة أعمال صالحة منها بر الوالدين ومنها صلة الأرحام ومنها الصبر والاحتساب، والقيام بالنفقة الواجبة، وكل واحدة من هذه عبادة عظيمة وعمل صالح فكيف إذا اجتمعت؟!

ويمكنكم أن تستفيدوا من هذه المحنة بالصبر على أقدار الله، فإن ثواب الصبر عظيم، قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}، كما يمكنكم أن تستفيدوا منها أيضاً بالرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه، فإن البلاء كثيراً ما يقع بسبب الذنوب وكثيراً ما يرفع بالتوبة، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، وأيضاً هذه المحنة تجعلكم تستشعرون حال أمثالكم من الأسر التي لا تجد عائلاً يعولهم فتعتبروا وتحمدوا الله تعالى وتشكروا نعمة الله عليكم وتشدوا العزم مستقبلاً بعد تفريج كربتكم إن شاء الله على إعانة تلك الأسر والوقوف بجانبها، كما يمكنكم أيضاً أن تستفيدوا من هذه المحنة بمعرفة مقام الوالد فيكم ومدى حاجتكم له فتعرفوا حقه عليكم، ونسأل الله تعالى أن يفرج كربتكم وكرب المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني