الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السنة المؤكدة في مفهوم الشرع

السؤال

هل تعتبر السنة المؤكدة فريضة وإذا كانت الاجابة لا، فهل يعتبر من يقول إنها فريضة عليه ذنب...

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

من اعتبر السنة المؤكدة فريضة وقصد بذلك واجبات الصلاة التي تعتبر في بعض المذاهب واجبات وفي بعضها سننا أو مستحبات فلا إثم عليه في ذلك؛ لأن الواجب هو الفرض لدى بعض أهل العلم، وإن قصد غير ذلك فقد أخطأ وعليه التوبة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السنة المؤكدة هي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وداوم عليه، ودل الدليل على أنه ليس بواجب، وهذه السنن منها ما هو محل خلاف بين العلماء.. فمنهم من يعده واجبا، ومنهم من يرى أنه سنة مستحبة، مثال ذلك: واجبات الصلاة في المذهب الحنبلي وهي التسميع؛ وهو قول: سمع الله لمن حمده عند الرفع من الركوع وهو واجب على الإمام والمنفرد دون المأموم. والتحميد؛ وهو قول: ربنا ولك الحمد بعد الرفع من الركوع وهو واجب على الإمام والمأموم والمنفرد، والتسبيح في الركوع؛ وهو قول: سبحان ربي العظيم، والتسبيح في السجود؛ وهو قول: سبحان ربي الأعلى. وقول: رب اغفر لي في الجلوس بين السجدتين، والتشهد الأول والجلوس له. فهذه الأمور يراها كثير من أهل العلم من السنن إما المؤكدة وإما المستحبات.

وعليه؛ فإذا كان من يقول إن السنة المؤكدة فريضة يعني هذه الواجبات فلا يعتبر مخطئا في ذلك لترادف الفرض والواجب عند أكثر أهل العلم، وإن كان يعني سننا أخرى لا تدخل في الواجب عند عامة الفقهاء فقد أخطأ، ومن أخطأ فعليه أن يتوب إلى الله تعالى؛ إذ ليس لأحد أن يصف أمرا بالوجوب أو غيره من غير أن يكون عنده في ذلك دليل أو استناد إلى كلام الأئمة والفقهاء.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 15829، والفتوى رقم: 58013.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني