الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأثر الكبير لتنويع أساليب النصح والدعوة إلى الله

السؤال

لدي أخ وحيد مبتلى بمرض ضمور العضلات{مقعد}26عاما-أفرط والدي في تدليله منذ صغره وغاب والدي عنه مدة7سنوات في فترة مراهقته وعندما رجع [منذ10سنوات] فقد طريقة التواصل الفكري معه..أخي لا يسمع كلامه لا يحترمه وصل به الأمر حاليا لعقوقه...وذلك بسبه وشتمه أمام الناس للأسف وأبي يرفض أن يأخذ موقفا منه رفقا وشفقة بوضعه المرضي يكتفي بالسكوت والدعاء له بالهداية علما أن والدي غير ملتزم وتارك للصلاة وعلاقته بوالدتي سيئة لأسباب قديمة تعود لعدم تفاهمهم ماديا وفكريا-أبي قصر ماديا ونفسيا كثيرا سابقا أضاع 7سنوات في أمريكا ولم يجن شيئا حتى لم يحاول جلب أخي للعلاج- وهذا والله أعلم ما يؤلم أخي كثيرا ومع هذا لا أجده سببا لمعاملة أبي بهذا العقوق والنكران علما أنه يعامل والدتي بالحسنى-أرجو مساعدتي بإيجاد طريقة لإقناع أخي بالكف عن عقوق والدي علما أني تكلمت معه وهو مصر ومقتنع أن والدي يستحق هذه المعاملة! ومن جهة أخرى حاولت إقناع والدي مرارا بالرجوع لله والالتزام بفرائضه عل وعسى أن تكفر ذنوبه ويهدى له أخي بإذن الله لكنه لم يستجب -وأحمد الله أنني وأخواتي الإناث واعين لما يحدث نحاول بكل طريقة نعرفها إيجاد حل لهذا الوضع ولكنا فشلنا-فنرجو مساعدتنا .
جزاكم الله خيرا

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

عليك وعلى أخواتك أن تتابعن النصح لأقاربكن بالحكمة والموعظة الحسنة..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك.. وأن يهدي أباك ويصلح أخاك.. ولا شك أنك تعلمين أن ترك الصلاة أمر خطير، وأنه لا حظ في الإسلام لمن تركها- كما قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه- وقد بينا ذلك في عدة فتاوى بإمكانك الرجوع إليها ومنها الفتوى رقم: 6061، . كما بينا كيفية نصح الأبوين ووجوب الإحسان إليهما ولو كانا مقصرين في الفتوين :65636، 38239.

وأما عقوق الوالدين فحرمته من المعلوم من الدين بالضرورة عند كل مسلم، وقد بينا ذلك في عدة فتاوى بإمكانك أن تطلعي عليها أو على بعضها فمنها الفتويين: 10534، 5327.

والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو متابعة النصح لأبيك ولأخيك بطريقة ودية ورفق ولين وموعظة حسنة.. فهذه أنجع طريقة كما أرشد القرآن الكريم قال الله عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125}

فلا تتركي النصح لهما ولا تملي من ذلك فإن النصيحة أساس الدين، وأحق الناس بها أقربهم إليك، فينبغي أن تنوعي طريقتك في النصح وتغيري أساليبها وتستخدمي فيها كل ما يؤثر عليهما من القصص ومن الترغيب والترهيب والحجج العقلية والنطقية.. ومن تسليط بعض الإخوان والأقارب.. عليهما وغير ذلك من الوسائل المشروعة فأنت أدرى بطبيعتهما وما يؤثر عليهما، وإذا لم تلقي الاستجابة منهما فلا تيأسي ولتعلمي أن كل ما بذلت من جهد فإنه في ميزان حسناتك عند الله تعالى.

ولا يفوتنا هنا أن نذكرك بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه.

وهذا الكلام موجه إلى الأخوات وإلى جميع الأقارب فعليهم جميعا أن يتعاونوا على البر والتقوى.

وبإمكانك أن تكتبي إلى قسم الاستشارات بالشبكة وستجدين عندهم ما ينفعك إن شاء الله تعالى .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني